عبدالله المزهر

بيتنا والمطار..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأحد - 16 أكتوبر 2016

Sun - 16 Oct 2016

حين كنت في منزلي ـ المستأجر ـ ما قبل السابق، قررت أني سأنتقل من المنزل إلى منزل آخر ولكني لم أحدد الوقت الذي سأنتقل فيه، وكان عدم تحديد الوقت خدعة نفسية راقت لي كثيرا لأني توقفت عن تغيير أو إصلاح أي شيء في المنزل.



وكلما أتى إلي أحد سكان المنزل يشتكي من خلل في غرفته قلت له سننتقل إلى منزل جديد قريبا وسيتغير كل شيء.

وصلنا في مرحلة من مراحل هذه الخدعة الجميلة إلى أن عدد الأنوار التي لا تعمل في المنزل أكثر من تلك التي تعمل، وتم توفير الكثير من النفقات على مدى بضع سنوات.

هذه الخدعة أثرت على كل شيء حتى تلك الأشياء التي لا علاقة للمنزل بها، حتى سيارتي لم أكن أهتم بإصلاح أعطالها بحجة أننا سننتقل إلى منزل جديد ثم «يحلها الحلال»!

هذه القصة بالتحديد تحدث تفاصيلها بشكل «أوسع» وأكثر استفزازا في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، الذي يعتبر من أسوأ مطارات كوكب الأرض، بشهادة كل من سافر من خلال بواباته العادية، أما الذين يسافرون عن طريق المكاتب التنفيذية وصالات كبار الشخصيات فإن حكمهم لن يكون بهذه القسوة لأسباب يمكن تفهمها.



كلما تحدث أحد عن سوء خدمات المطار قيل له إن كل ذلك سيختفي حين ينتقل المطار إلى المبنى الجديد، ويقتنع ويصدق، تماما كما كان يفعل صغاري ويصدقون أني سأشتري لهم الألعاب التي يحلمون بها حين ننتقل إلى المنزل الجديد.



وعلى أي حال..

من ضمن أسوأ مشاكل مطار الملك عبدالعزيز تعامل الموظفين هناك بكافة أشكالهم وأنواعهم وتعدد مشاربهم، وهذه مشكلة لن يحلها ـ فيما يبدو ـ الانتقال إلى مبنى جديد، وأظن أنها مشكلة حين تحل بشكل جذري فإن المطار سيكون جميلا ومريحا حتى ولو كان في مبنى من العصر الحجري!