ذو الخِمار!
الجمعة - 14 أكتوبر 2016
Fri - 14 Oct 2016
كثير من الناس تنغلق فيهم مكامن الحياء والشفقة والمسايرة في بيوتهم ومع أهاليهم، أما في وظائفهم ومكاتبهم فتستيقظ وتهيمن على كلماتهم وأفعالهم وعلى أحكامهم وقراراتهم، حتى الوهن والجبن! ترى مسؤولا يعلم بتعطل الأعمال عند فلان، وباختلاطها في مكتب فلان، وبعبث فلان بالأنظمة، ويعلم بتلف أجهزة وضياع أدوات ونقص قطع وفساد خطط، وبالذين تسببوا في ذلك، لكنه بدلا من مواجهة الموظف المسيء والجاهل والأرعن والكسول والاتكالي، إذا به يطلب من مرجعه سرا نقل الشخص المعني، أو يتحايل ليؤذيه، أو يؤلف اللجان الداخلية والخارجية، ويطلب الإفادات والدراسات والإحصائيات، ويحوم حول المتسببين آمادا، ثم يحاسب أضعف من يجد ويشتد عليه ليتصرف نيابة عنه مع السيئين!
لمثل هذا المسؤول يقال: بتفاديك الإشراف والتوعية والمحاسبة والعقوبة لموظفيك وبخوفك ودورانك حولهم، وباعتصامك داخل جدران مكتبك، وبهروبك بين الأوراق، وبتضييعك الوقت والمال والحقوق بمراسلات وملفات لا داعي لها، فكأنك تضع خمارا على وجهك تخفي به غفلتك وتخاذلك وحرجك وحيرتك، وتستتر من واجباتك ومن مواجهة الخطأ والمخطئين، وترمي بالثقل على من اعتادوا تلقي أعباء غيرهم، متوهما أنك تحركت وتصرفت واهتممت، لكنك زدت العمل إعاقة وتراكما، وزدت العاملين بؤسا ووجدا وحقدا على بعضهم.
اترك مكانك لمن هو أجدر في مواجهة الواقع بحكمة ووضوح وحزم، ولا تزيدن الهدر هدرا والتبذير تبذيرا والمسيء إساءة، ولا تحولن المخلص إلى محبط ومقصر، فتفقد عملك ثقة الناس كافة، وما أبشع فقدان الثقة. وإذا منعك الحياء والشفقة والمسايرة، أو غيرها، من ترك مكانك مثلما منعك من مواجهة الباطل، أصبحت عقبة وعالة وبلاء.
لمثل هذا المسؤول يقال: بتفاديك الإشراف والتوعية والمحاسبة والعقوبة لموظفيك وبخوفك ودورانك حولهم، وباعتصامك داخل جدران مكتبك، وبهروبك بين الأوراق، وبتضييعك الوقت والمال والحقوق بمراسلات وملفات لا داعي لها، فكأنك تضع خمارا على وجهك تخفي به غفلتك وتخاذلك وحرجك وحيرتك، وتستتر من واجباتك ومن مواجهة الخطأ والمخطئين، وترمي بالثقل على من اعتادوا تلقي أعباء غيرهم، متوهما أنك تحركت وتصرفت واهتممت، لكنك زدت العمل إعاقة وتراكما، وزدت العاملين بؤسا ووجدا وحقدا على بعضهم.
اترك مكانك لمن هو أجدر في مواجهة الواقع بحكمة ووضوح وحزم، ولا تزيدن الهدر هدرا والتبذير تبذيرا والمسيء إساءة، ولا تحولن المخلص إلى محبط ومقصر، فتفقد عملك ثقة الناس كافة، وما أبشع فقدان الثقة. وإذا منعك الحياء والشفقة والمسايرة، أو غيرها، من ترك مكانك مثلما منعك من مواجهة الباطل، أصبحت عقبة وعالة وبلاء.