الخوف من الحسد هاجس قد يتحول إلى مرض
الحسد..حقيقة في واقعنا، البعض لا يلتفت لها، والبعض يهتم بها ويخشاها، والبعض الآخر يخشاها ويحاول تجنبها بشتى الطرق حتى تصبح المسألة عنده أشبه بالحالة المرضية. ويحرص كثير من الآباء على إبعاد أطفالهم عن أعين الآخرين خوفا عليهم من الحسد.
الحسد..حقيقة في واقعنا، البعض لا يلتفت لها، والبعض يهتم بها ويخشاها، والبعض الآخر يخشاها ويحاول تجنبها بشتى الطرق حتى تصبح المسألة عنده أشبه بالحالة المرضية. ويحرص كثير من الآباء على إبعاد أطفالهم عن أعين الآخرين خوفا عليهم من الحسد.
الجمعة - 06 يونيو 2014
Fri - 06 Jun 2014
الحسد..حقيقة في واقعنا، البعض لا يلتفت لها، والبعض يهتم بها ويخشاها، والبعض الآخر يخشاها ويحاول تجنبها بشتى الطرق حتى تصبح المسألة عنده أشبه بالحالة المرضية. ويحرص كثير من الآباء على إبعاد أطفالهم عن أعين الآخرين خوفا عليهم من الحسد.
أما قصص الحساد فهي كثيرة ولا تعد ولا تحصى، ويقول محمد عبدالسلام مقيم مصري لم ألتفت يوما لمسألة العين أو أهتم بها إلى أن خرجت يوما لتناول العشاء مع زميل لي بعد العمل ولاحظت أنه كان يرمقني بشكل غريب أثناء تناولنا الطعام وبسؤاله عن سبب تلك النظرة قال «طبعا أنت كالوحش وضعف هذه الكمية من الطعام لا تؤثر معك، لم أتناول شيئا بعدها وفي الصباح استيقظت على ألم شديد في البطن وعند مراجعتي للمستشفى قرر طبيب الطوارئ إجراء جراحة عاجلة لي لأن الزائدة الدودية كانت على وشك الانفجار، مع العلم أني لم أشتك يوما من شيء»، وتابع بعدها أخبرني زملاء لي بحوادث مشابهة وقعت لهم عقب تعليقات عليهم من نفس الشخص وأنهم جميعا يخفون عنه أي شيء جيد لديهم.
وأضاف بالطبع أصبحت أؤمن بالحسد، كيف لا وقد ذقت لدغته بنفسي ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر وإن أكثر هلاك أمتي في العين»، لذا بدأت أتنبه كثيرا لقراءة المعوذتين.
عزلة ونسيان
أما سارة ابنة العشرين عاما فكان حالها أسوأ مع العين، حيث تعتقد أنها أصيبت بالحسد منذ أكثر من أربع سنوات، ما جعلها أكثر انطوائية وعزلة وعرضة للنسيان، بعدما كانت متفوقة في دراستها، بالإضافة إلى تمتعها بجمال طبيعي، إلا أن حضورها لمناسبة عائلية جعل حياتها تنقلب رأسا على عقب بعد أن أصابتها العين من سيدة تعرفها.
حذف الصور
و تصر هدى على عدم السماح بتصوير أبنائها أو وضع صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، خوفا عليهم من احتمال تعرضهم للحسد، وتؤكد أن تداول الصور يخيفها، ويجعلها ترفض أن يصورهم أقرب الناس إليها، واصفة من ينشر صور أبنائه بشكل متكرر بأنه يعرضهم لخطر العين والحسد من الآخرين.
فيما سمح سعيد عبدالرحمن لزوجته بتصوير يدي طفله أو بعض ملابسه دون إظهار وجهه كاملا، لأنه ربما يتعرض للحسد بغير قصد، وذلك لأنها لاحظت بعد نشر صور طفلها الأول بأنه يمرض، ما جعلها تحذف كافة صور أطفالها من على الانترنت.
نوعان للمخاوف
وتقول حصة المزيد التي تعمل في مجال الرقية الشرعية: الحسد انتشر هذه الأيام بسبب ضعف الإيمان، لدرجة أن بعض الأمهات لا يردن أن يكون ابنهن متفوقا، حتى لا يصاب بالعين، مشيرة إلى أن هناك نوعين من المخاوف، مخاوف حقيقية كأن يقع أحد في ابتلاء بالفعل كفقر أو مرض وهو أمر واقع بالفعل، ومخاوف وهمية حيث يلقي الشيطان في القلب الخوف من وقوع مرض أو الخوف الشديد على الأبناء دون مبرر.
مقاطعة الأقارب
وأضافت استشارية الطب النفسي الدكتورة دعد المرديني تكمن المشكلة في أنه لم يعد هناك عمق في التفكير، خاصة بعد انتشار وسائل التواصل، حيث أصبح المجتمع أكثر إيمانا برسائل تصلهم عن الحسد والعين دون التحقق من صحتها.
وأشارت إلى أنها تواجه في عيادتها مرضى قاطعوا بعض أقاربهم بسبب تخوفهم من الحسد، لأن اعتقاد الشخص فكرة والإيمان بها بشكل كامل قد يدخل في باب المرض العقلي، وأصبح كثير من أفراد المجتمع أكبر قابلية للإيحاء، وينسون أن الله خير الحافظين.