إبراهيم خليل البراهيم

ماذا لو استيقظت؟

الخميس - 13 أكتوبر 2016

Thu - 13 Oct 2016

ماذا لو استيقظت ذات صباح.. وقرأت خبر مغادرة جميع العمالة الوافدة الذين يتجاوز عددهم 10 ىملايين نسمة.. وبدأت تنهال عليك الأسئلة: من سيعمل في معظم المطاعم والمتاجر التي نتبضع منها؟



ومن سيقوم بأعمال التشييد والبناء؟ ومن سيقوم بإصلاح أعطال منزلك؟ بل من سيقوم - أجلك الله - بنقل النفايات التي بجانب منزلك وتنظيف الطرقات، ومن ومن.. ماذا لو استيقظت ذات صباح.. وصدر قرار يمنع استيراد أي منتج من الخارج، وبدأت تنهال عليك الأسئلة من جديد وتتفكر وتتساءل كيف يمكنك الحصول على ما تستخدمه يوميا باستمرار جهاز جوالك، سيارتك، شاشة الكمبيوتر والتلفاز بل حتى قلمك الواردة جميعها من الخارج، وبدأت الغوص بدوامات الأسئلة والتفكير.



ماذا لو استيقظت ذات صباح.. وأذاعت قنوات التلفاز والوكالات العالمية نفاد بترول المملكة العربية السعودية الذي يشكل أكثر من 90% من صافي إيراداتها ودخلها لأكثر من 8 عقود. هذه المرة أسئلتك ستكون أصعب من المرات السابقة وأكثر تعقيدا، وفي هذه المرة سأترك لك المجال لتطرح الأسئلة بنفسك، ما عليك سوى أن تفكر وتتأمل!



يقول العرب «رب ضارة نافعة» ولربما انخفاض أسعار النفط والتذبذبات الاقتصادية في العامين السابقين فرصة لنفكر ونعيد صياغة بعض أمورنا وأفكارنا؛ فالله عز وجل يقول في محكم التنزيل (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).



قبل أن تستيقظ في ذاك الصباح وتصبح مجبرا على التفكير والبحث عن الحلول ابدأ من اليوم، فأنت لا تدري متى يشرق ذلك الصباح، ولتكن مستعدا له من الآن. الحلول والتغيير ليسا بالأمر السهل والبسيط، خصوصا تغيير ثقافة الناس وما اعتادوا عليه وطريقة تفكيرهم، لكن مع ذلك ليس بالأمر المستحيل، فبالتكاتف والوحدة وطاقتنا الحقيقية غير النافدة «شبابنا» نستطيع ذلك بتوفيق الله وقوته، لنكون بعون الله وطنا منتجا غير معتمد على غيره من طاقات بشرية أو طبيعية.