سفينة الصحراء تبحث عن معابرها تحت القطارات

تتنقل عينا المواطن محمد المقاطي بين إبله وآليات تعمل على مسار قطار الحرمين في منطقة الشميسي على مداخل مكة المكرمة، متسائلاً بينه وبين نفسه:

تتنقل عينا المواطن محمد المقاطي بين إبله وآليات تعمل على مسار قطار الحرمين في منطقة الشميسي على مداخل مكة المكرمة، متسائلاً بينه وبين نفسه:

الأربعاء - 04 يونيو 2014

Wed - 04 Jun 2014



تتنقل عينا المواطن محمد المقاطي بين إبله وآليات تعمل على مسار قطار الحرمين في منطقة الشميسي على مداخل مكة المكرمة، متسائلاً بينه وبين نفسه: هل سيخصصون معبراً للإبل وتبقى تسعى وراء الكلأ في مراعيها، أم سيمنعونها من الانتقال إلى الضفة الأخرى التي تشكل امتدادا للمرعى؟ وهل سيكون على جانبي السكك شباك يسجن الإبل خلفه أم سيخصصون لها معابر تحت المعبر؟وهذه الأسئلة تراود المقاطي وعشرات من ملاك الإبل الذين تتناثر حظائرهم على امتداد الطريق بين مكة المكرمة وجدة، بمسافة تزيد على 80 كلم.

ويقول المقاطي وهو واحد من ملاك الإبل: سعدنا كثيراً بوجود مثل هذا المشروع التنموي، والذي سيمثل خدمة كبيرة للمنتقلين من مكة المكرمة إلى جدة والعكس، ولكن ما يقلقنا نحن مربي الإبل، هو كيفية تنقلنا بها بحثا عن المرعى، خصوصاً أن سير القطار يقطع مراعي الإبل نصفين، وبالتالي نحن أمام أمر حتمي هو الاكتفاء بإحدى الجهتين ولن يكون في استطاعتنا التنقل إلى الجهة الأخرى لعدم وجود معابر للإبل.

ويضيف المقاطي: بحسب ما يبدو من سير المشروع خصوصاً في الموقع الذي يعقب منطقة الشميسي، لا يوجد إلا معبر واحد فقط..فهل يكتفى به أم تكون هناك معابر أخرى؟ إلى الآن لا ندري وكل ما نرجوه هو أن يعاد النظر في هذه المسألة لتدارك الأمر في المواقع التي ما زالت في بداية المشروع.

وتتبعت «مكة» بعض مسارات المشروع البالغ طوله 70 كلم هي المسافة التي يقطعها قطار الحرمين من مكة المكرمة إلى جدة، من إجمالي 480 كلم يقطعها هذا القطار وصولاً إلى محطته الأخيرة في المدينة المنورة.

وينفذ المشروع ائتلاف محلي قدرت تكاليف إنشائه وصيانته لمدة 12 عاما، بنحو 30 مليار ريال.

وخلال المسافة التي تتبعتها «مكة» من مكة المكرمة باتجاه جدة، تبين أن المشروع يكاد يخلو من أي معابر للإبل، بدءاً من محطته الأولى في حي الرصيفة وحتى قبل نحو30 كلم من انتهاء سير القطار إلى جدة.

ومن الملاحظ أن بداية سير القطار يكون علويا فوق أعمدة تتراوح ارتفاعاتها بين 5 أمتار و10 أمتار وفق طبوجرافية مكة، ثم يمر بعدة تقاطعات وأحياء داخل العاصمة المقدسة، وبالتالي تنتفي الحاجة لوجود معابر للإبل أوحتى لسيول الأمطار نظراً لارتفاعه عن مستوى الأرض.

وتمتد هذه الارتفاعات حتى الخروج من مكة المكرمة بنحو عشرة كلم وتحديدا بعد مخطط الزايدي ومقر الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، من بعدها ينبسط سير القطار على الأرض ليواصل طريقه نحو جدة.

ومن هذه النقطة تم تتبع سير القطار ولم يسجل أي معبر للإبل سوى معبر واحد تحت الإنشاء، بينما لا توجد أي معالم لإنشاء معابر أخرى، وقد يكون في مراحل متقدمة من المشروع، بالإضافة إلى وجود معبرين صغيرين قد يبدو أنهما للسيول فقط.

وتنتشر حظائر الإبل بشكل كبير، على جنبات الطريق السريع بين مكة وجدة، خصوصاً ما بين بوابة مكة، ومنطقة بحرة، حيث أكد الملاك أنهم سيجدون صعوبة بالغة في تنقل إبلهم بعد اكتمال مشروع قطار الحرمين، خصوصاً أن المواقع التي يتواجدون بها لا يوجد لهم عنها بديل نظراً لعدم وجود أحياء سكنية، وغنية بالعشب خصوصا في مواسم هطول الأمطار.

وما لا يعلمه ملاك الإبل في مسارات القطار، أن وزارة الداخلية شكلت لجانا ميدانية للوقوف على مسارات قطارات تخترق عدة مناطق في السعودية، لدراسة وضع معابر تمكن الملاك والرعاة من التنقل بإبلهم بكل يسر وسهولة.

ووقفت اللجنة المشكلة من إدارة الشؤون العامة، والإدارة العامة للمجاهدين، وأمن الطرق، ووزارة النقل، لدراسة معابر الجمال على خط سكة القطار لمعرفة مدى مناسبتها لعبور الإبل من خلال الشخوص إلى تلك المعابر في عدد من المناطق ومشاهدتها على الطبيعة ومقارنتها مع معابر الجمال على الطرق السريعة.

وبحسب محاضر اطلعت عليها «مكة»، فإن الجولات الميدانية تضمنت قيام اللجنة بالشخوص لمعابر الجمال على سكة القطار في عدد من المناطق في السعودية وجاء مضمونها على النحو الآتي:



الرياض - الشرقية




  • 1- إن سكة القطار القديم (الرياض / الشرقية)، وكذلك سكة قطار الحرمين (المدينة المنورة / مكة المكرمة) تخضع لإشراف إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ويرأس مجلس إدارتها معالي وزير النقل، بينما خط سكة القطار الحديثة في بقية المناطق تخضع لإشراف الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) وتشرف عليها وزارة المالية.


  • 2- رأت اللجنة الحاجة لتوسعة معابر الجمال لسكة القطار القديم من الرياض إلى الشرقية حيث لا يتجاوز عرضها (9) أمتار تقريبا مما يجعلها غير مناسبة لعبور الإبل بجانب أنه في حال تعطل أي سيارة سيغلق الطريق وسيواجه أهل الإبل مشقة بالغة.


  • 3- إن جوانب المعابر تركت دون ردمها مما يجعلها تشكل خطورة على الإبل وأصحابها، وقد ذكر بعض أصحاب الإبل وقوع حوادث ووفيات في أحد تلك المعابر بسبب أن حافة المعبر حادة ومرتفعة فضلا عن ضيق المعبر.


  • 4- يقابل بعض المعابر أملاك محاطة بعقوم أوشبوك، ومنها ما هو في منطقة وعرة وخطرة.


  • 5- إن بعض المعابر لا يبعد عن الآخر سوى ثلاثة كلم تقريبا، كما أن مواقع بعضها في غير المواقع المعتادة لأهل الإبل.


  • 6- لم يوضع على جانبي خط سكة القطار في بعض الأحيان سياج لضمان السلامة ولوحظ أنه تحت التنفيذ وهذا سيحل الإشكال بإذن الله.


  • 7- ذكر بعض أصحاب الإبل وجود صعوبات أثناء عبور الإبل لكبري الهدب على طريق (الرياض / الشرقية) السريع كونه مسفلتا وخاصا بعبور السيارات، ويطالبون بوضع معبر للإبل في ذلك الموقع لكونه ممرا معتادا لأهل الإبل أوردم الاسفلت حتى يمكن العبور من خلاله.


  • 8- لا توجد معابر إبل على طريق (الرياض / الخرج / وادي الدواسر)، وإنما تعبر الإبل الطريق المزدوج مباشرة لعدم وجود سياج حديدي، وقد وقع حادث مؤلم على ذلك الطريق تسبب في وفاة عدد من الأسر ونفوق كثير من الإبل، ويقتضي الأمر اعتماد ما يلزم لوضع سياج وإنشاء معابر للجمال على هذا الطريق بصفة عاجلة جدا.


  • 9- أبدى بعض ملاك الإبل ضرورة وضع ساتر على أطراف خط سكة القطار للمواقع التي يوجد بها معابر للجمال حيث لا يوجد سوى ساتر على جانبي جسر المعبر، علما بأن الساتر على جانبي سكة القطار يساعد على سهولة عبور الإبل وعدم التشويش عليها.



المنطقة الشرقية




  • 1 - يقع تنفيذ هذه المعابر تحت إشراف الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) وتشرف عليها وزارة المالية.


  • 2 - إن جميع معابر الإبل على سكة القطار من المنطقة الشرقية وحتى منطقة حائل تحت التنفيذ، وبلغت نسبة الإنجاز في بعضها إلى 90 % من التنفيذ.


  • 3 - صممت هذه المعابر بعرض 15مترا بينما العرض الصافي 13 مترا، أي أقل من عرض معابر الطرق السريعة بما يقرب النصف.


  • 4 - إن تلك المعابر ردمت مع الجوانب والأطراف بشكل يقارب معابر الطرق السريعة مما يجعلها أقل خطورة من معابر سكة القطار القديم (الرياض / الشرقية).


  • 5 - وجود معبرين للجمال على سكة القطار بالقرب من النعيرية، والمعبران يشكلان خطورة، كونهما يقعان بمحاذاة طريق سريع (النعيرية/ السعيرة)، والخطورة تكمن في أن المسافة بين المعبرين والطريق المزدوج قريبة جداً دون أن يقابل هذين المعبرين أي معبر على الطريق المزدوج للإبل وأصحابها، ويقتضي الأمر قيام وزارة النقل بمعالجة الوضع باعتماد معبرين في الموقعين المذكورين وتنفيذهما.


  • 6 - لم يكتمل وضع سياج حديدي على جانبي سكة القطار الشمالي بشكل كامل، وقد أشار مندوبو وزارة النقل إلى أنه تحت التنفيذ وسيكتمل بإذن الله مع اكتمال المشروع.


  • 7 - هناك مواقع يعتادها أصحاب الإبل ذهابا وإيابا، تحتاج إلى معبر كمعبر وادي الرمة بنفود الدهناء وترى اللجنة أهمية تنفيذه.


  • 8 - وجود معبرين لسكة القطار قرب مركز (شري) لم تنفذ المعابر التي تقابله على الطريق السريع (القصيم/ حائل) كمعبري سكة قطار ومن المهم إعطاؤهما الأولوية في التنفيذ.


  • 9 - لم تنفذ بعض المعابر المصممة على الطريق السريع (القصيم/ حائل/ الجوف) وقد أشار مندوبو وزارة النقل أنها مطلوبة في الميزانية وستنفذ حال اعتمادها.



القصيم – الرياض



اتضح للجنة أن سكة القطار ومعابرها من القصيم إلى الرياض في بداية الإنشاء وهي.:




  • 1 - أول معبر وهو على بعد 30 كلم تقريبا من الربيعية ويقع بين كثبان رملية، وبالقرب من مزارع وشبوك، والأنسب أن يقع في منطقة معتادة لأهل الإبل كمنطقة المستوى المعروفة لأصحاب الإبل، وبعرض معابر الإبل على الطرق السريعة ومن المهم تعديل موقعه ليكون قبل الموقع في المستوى.


  • 2 - المعبر الثاني وهو على بعد 80 كلم تقريبا من المعبر الأول ويقابل معبر الجمال على الطريق السريع (القصيم / الرياض) المعروف بمعبر (المشقر) ولا يوجد عليه ملاحظة.


  • 3 - المعبر الثالث والرابع: ويقع بعد المجمعة وتقابل معابر الجمال على الطريق السريع ولا يوجد عليه ملاحظة.



منطقتا الحدود الشمالية والجوف




  • معابر الإبل على خط السكة في تلك المنطقتين هي على غرار معابر سكة القطار بمنطقة حائل.



منطقة المدينة المنورة- منطقة مكة المكرمة




  • يوجد عدد من المعابر على سكة القطار المعروف بقطار «الحرمين» الذي ينفذ تحت إشراف وزارة النقل وجميعها في بداية الإنشاء وقد صممت ونفذت بعرض 15 مترا وصافي عرض 14 مترا، وترى اللجنة عدم وجود ملاحظة عليها نظرا لعدم استخدامها حتى الآن، وذلك لأن طبيعة المنطقة التي يمر بها مسار القطار في الغالب جبلية، وجميع المعابر والتي يبلغ عددها 12 معبراً يقع بعضها في منطقة جبلية ووعرة، وهي في بداية التنفيذ وأعلى نسبة إنجاز في حدود 40 %.



التوصيات



خرجت اللجنة بعدد من التوصيات التي تخص معابر الجمال على سكة القطار، وتوصيات مماثلة تخص معابر الإبل على الطرق السريعة، وتمثلت التوصيات في الآتي:




  • - يقترح بصفة عاجلة اعتماد المبالغ اللازمة لإضافة معابر جديدة للإبل على سكة القطار القديم (الشرقية - الرياض) في مواقع رعوية معروفة لأصحاب الإبل.


  • - تقاطع خريص التوضيحية شرقا، ويقابله على طريق الرياض الشرقية السريع كبري منيفة وكبري الهدب.


  • - الصليبيخ غرب معن ويقابله على طريق الرياض الشرقية السريع الكبري الخليفة


  • - شروق القصيبية ويقابله على طريق الرياض الشرقية السريع الكبري الصلب


  • - الفروق ويقابله على طريق الرياض الشرقية السريع موقع يسمى محطة جويعد


  • - يقترح بصفة عاجلة تحسين بعض معابر الجمال القائمة ذات المواقع المناسبة على سكة القطار القديم من الرياض إلى الشرقية بردم جوانبها وتحسين مداخلها.



خط قطار الرياض:




  • - اعتماد إضافة معبرين على مسار القطار في المواقع التالية:


  • - معبر محير الوادي بنفود الدهناء لكونه من المواقع الرعوية والمعتادة لأهل الإبل.


  • - معبر المستوى القصيم الرياض كموقع رعوي ومعروف لأصحاب الإبل وطبيعته سهلة.


  • - ينظر في أن تكون معابر سكة القطار وارتفاعها مقاربة لمعابر الطرق السريعة وارتفاعها.


  • - وضع ساتر على جانبي معابر سكة القطار بطول 50م لكل موقع والتي يوجد بها معابر ليقلل التشويش على الإبل وسهولة عبورها.



توصيات لمعابر الطرق السريعة المحاذية لسكة القطار




  • - اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ معبري سكة القطار رقم 453 ورقم 428 قرب محافظة النعيرية على طريق التابلاين مع ربط معبري الطريق المزدوج مع معبري سكة القطار لقربهما ولأن الفصل بينهما يشكل صعوبة وخطورة أثناء العبور.


  • - اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ معبرين على طريق القصيم – حائل السريع قرب مركز شري مقابل معبري سكة القطار.


  • - أهمية اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ معابر للجمال على طريق الرياض / الخرج – وادي الدواسر مع وضع سياج لكامل الطريق.


  • - اعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ معابر للجمال التي وضعت مؤخرا تصاميمها وتحديد مواقعها على طريق القصيم / حائل / الجوف حسب المحضرين المرفق نسختهما، حيث لا توجد معابر حاليا على هذا الطريق رغم مضي سنوات على تنفيذه.


  • - تمديد المسار الحديدي المنفذ على معابر الإبل على الطريق السريع ليشمل جانبي الطرق السريعة بطول 50 م من كل جانب وبارتفاع ساتر جسر المعبر، وذلك ليقلل التشويش على الإبل ويساعد على تجاوز المعبر بسهولة.