محمد حدادي

«تواصلنا» وشركات اتصالاتنا!

يصير خير
يصير خير

الأربعاء - 12 أكتوبر 2016

Wed - 12 Oct 2016

(في الهند يعيش الناس وجها إلى وجه؛ يتصلون ببعضهم ويتشاحنون؛ هنا يعيش الناس ظهرا إلى ظهر؛ يوجد سلام ولكن دون اتصال)!



هذا ما قاله عالم الأنثروبولوجيا –علم الإنسان- النيبالي «راجندرا برادهان» بعد عامين قضاهما في هولندا ضمن نطاق مشروع مشترك الهدف منه استفادة الهند من التجربة الهولندية في رعاية المسنين!



ولا أدري لم شدني تحليله المجتمعي ذاك رغم أن المادة نشرت بتاريخ 27/5/1409! وتحديدا بصحيفة (اليوم) بعددها رقم (5683). لقد تركت القصاصة جانبا ومضيت في تساؤلات لا تنتهي! فمثلا إن افترضنا جدلا الشبه الكبير بين المجتمعين العربي والهندي -كونهما مجتمعين شرقيين- فهل لا نزال كمجتمعات عربية – وفي ظل سطوة التكنلوجيا- نعيش (وجها إلى وجه)؟!



وفي ظل تحول العالم لـ «قرية كونية» - يفرض فيها العالم الغربي هيمنته الثقافية -هل نعيش (ظهرا إلى ظهر) و(يوجد سلام بيننا إنما دون اتصال)؟!



لست عالم «أنثروبولوجيا» لأجيب! إنما قد أنتمي لعالم (هذرلوجيا) حبيبنا «سليمان الفليّح» يرحمه الله! ولذا أقول من باب «المقاربة» إنّ حالنا – كمجتمعات عربية – بعد تحوير الجملة- يقول: (إننا لا نزال نتواصل ببعضنا – من خلف الشاشات- لنتشاحن؛ نعيش – من خلف معرّفاتنا الالكترونية- إصبعاً في مواجهة إصبع! «قد» يوجد «اتصال» ولكن دون «سلام»)! وحتى إن وجدت وسيلة اتصال فإن عوامل تحرّض على «التوتر» قد تشوبها؛ لتردي وسوء شبكات الاتصال! وحتى إن مددنا «جسور التواصل» مع بعض شركات الاتصالات فإنها لا تمد يدها إلا فيما يزيد غلّتها!



نضطر للـ «شحن» وبعدها - في مواقع «التواصل»- «نتشاحن» حتى مع شركات اتصالاتنا تلك!



التي يطربها تذمرنا عكس شركات الدنيا قاطبة! ولأن المساحة انتهت لم يبق سوى صوت «الفليّح» يرحمه الله: (لا أحدا يتصل.. لم (يرنّ) التلفون في هذه الليلة لو (رنّة) واحدة.. فقلت سأتصل الآن بكل الجمع.. قيل لي: هاتفك انفصل)!





[email protected]