أحمد صالح حلبي

مطوفات أفريقيا والرؤية المستقبلية

مكيون
مكيون

الأربعاء - 12 أكتوبر 2016

Wed - 12 Oct 2016

غدا العمل في خدمات الحجاج داخل مؤسسات الطوافة يسير وفقا لنظام مؤسساتي يعتمد على خطط وبرامج علمية هدفها إعداد وتأهيل الكوادر البشرية، والخروج بعمل مميز وراق، وتحقيق شعار «خدمة الحاج.. شرف وأمانة ومسؤولية»، كواقع عملي لا شعار يردد.



وبدعوة كريمة من السيد طارق محمود علوي نائب رئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية، المشرف العام على اللجنة النسائية بالمؤسسة، سعدت بالاطلاع على البرامج والخطط التي أعدتها اللجنة النسائية بالمؤسسة برئاسة المطوفة الأستاذة سحر بنقش، وعضوية نخبة من المطوفات وبنات المطوفين، لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم حج العام الماضي 1437 هــ.



وإن كان ما رأيته لا يمثل عملا موسميا مرتبطا بأشهر ثلاثة تمضي سريعا، لكنه يشكل جهدا لعمل مبذول يستهدف إحداث نقلة عملية تخرج خدمات الحجاج من الأسلوب التقليدي الذي اعتدنا عليه، إلى أسلوب أكثر رقيا وتطورا، فكانت أولى الخطوات للخروج نحو العالم الأوسع الذي تبنته اللجنة إشعار عضواتها أنهن لسن مطوفات أو بنات مطوفين ولا موظفات أو عضوات لجنة نسائية، لكنهن سفيرات للوطن، فجاء شعار اللجنة هذا العام «المملكة في عيون ضيوف الرحمن»، لإشعار كل عضوة بضرورة التحلي بالخلق الحسن والتعامل مع ضيفات الرحمن بشكل جيد؛ لنقل صورة حسنة عن المملكة العربية السعودية.



وبين شرح وإيضاح وتبيان وقفت أمام العديد من الصور الجمالية التي حرصت اللجنة على التقاطها، فكانت أولى تلك الصور أن العمل في خدمة الحجاج لا ينحصر على موسم الحج، وهو ما يعني أن يكون هناك تواصل واتصال دائمان بين المطوفة والمؤسسة، وأن تسعى كل عضوة باللجنة لطرح ما لديها من أفكار ورؤى تطويرية، وأن يكون للجنة برنامج عملي على مدار العام تشارك فيه عدد من المتطوعات، يتضمن دراسة الخطط والبرامج، وحضور المؤتمرات والملتقيات والندوات المقامة للاستفادة منها في تطوير العمل إداريا وخدميا، والسعي لإكساب العضوات العديد من المهارات من خلال تنظيم دورات تدريبية متنوعة، إضافة إلى دورات في اللغات، وأخرى في الإسعافات الأولية والسلامة.



أما عمليا فقد برزت العديد من الصور المرتبطة بالحجيج، إذ تم تنظيم زيارات لمسؤولي مكاتب شؤون الحجاج بالدول التي تتشرف المؤسسة بخدمة حجاجها، كخطوة أولى بهدف تعريفهم بأهداف اللجنة ونشاطاتها وعرض برامجها، ومن ثم تنظيم لقاءات تعارفية مع الحاجيات داخل مقار سكنهن، للتعرف عليهن وبناء علاقات معهن، وتنظيم زيارات لمصنع كسوة الكعبة المشرفة ومتحف الحرمين الشريفين وعدد من المؤسسات الخيرية، بهدف إبراز الصور الحضارية للمملكة، ودراسة حالات الحاجيات النفسية خاصة التائهات منهن، والتواصل مع المتأثرات ببعدهن عن الأبناء والأحفاد.



وأملنا أن يتبنى معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن ما قدمته هذه اللجنة من أعمال وما طرحته من أفكار، ويسعى لدعمها وتشجيعها، وكلمة شكرا وإن قيلت فإنها قليلة بحقهن، فقد تميزن بالكثير، ويكفيها أنها اللجنة الوحيدة التي أشرفت على الاحتفالات التي أقامتها مكاتب الخدمة الميدانية للحجاج بمناسبة عيد الأضحى المبارك في منى، فضلا عن سعيها لغرس مفهوم العمل في خدمة ضيوف الرحمن لدى الناشئة.



فشكرا لكل من دعم وشجع مثل هذه الأعمال الإنسانية.