تبعات تفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان

الأربعاء - 12 أكتوبر 2016

Wed - 12 Oct 2016

لو عدنا للوراء عدة سنوات فقط لإلقاء نظرة سريعة على التطورات التي حصلت على الروبوتات والذكاء الاصطناعي والمشاريع التي دشنت في هذا المجال، سندرك أننا فعلا أمام مرحلة تحول تاريخية قد تغير تماما الطريقة التي نعيش بها حياتنا الآن.



فاليوم تعمل الكثير من الشركات على مشروعات متعلقة بالذكاء الاصطناعي قد يكون لها تأثيرات واسعة على عالم الأعمال، فمثلا تعمل شركة قوقل وتسلا على ابتكار سيارات ذاتية القيادة يُمكنها أن تستبدل مستقبلا مهنة قيادة الشاحنات وعمليات نقل البضائع.



وفي كتاب عصر الآلة الثاني لإريك براينجولفسون بأن العالم قد دخل فعلا مرحلة جديدة بالنسبة لتقدم الآلات والذكاء الاصطناعي، حيث ستحل الآلات الذكية محل الذكاء البشري، بل وتتفوق عليه، في حين سيفقد البشر وظائفهم بوتيرة متسارعة، وذلك مع التقدم المتواصل للذكاء الاصطناعي والآلات الذكية.



ويؤكد براينجولفسون وهو مدير مبادرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الاقتصاد الرقمي على ضرورة إعادة التفكير في تداعيات التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي على المجتمع والاقتصاد من مختلف الجهات المعنية.



كما يشير براينجولفسون إلى أن عصر الآلة مر بمرحلتين أساسيتين

- الأولى: رافقت الثورة الصناعية وخلالها استبدل المجهود البدني للإنسان بالآلات.



- الثانية: ستستبدل فيها القوة الذهنية للبشر بأنظمة أكثر تطورا، الأمر الذي يُنذر بمرحلة تحول في مسيرة البشرية.



وبحسب الكتاب فإن أول المؤشرات على تفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان ظهر حينما تغلب الحاسب الفائق ديب بلو على هزيمة العبقري جاري كاسباروف في لعبة الشطرنج والتي تُعد أحد الركائز الأساسية لإثبات الذكاء الخارق للعقل البشري.



ولا يستبعد الكتاب أن تستحوذ الآلات وأجهزة الذكاء الاصطناعي على المهام المهنية التي يؤديها البشر حاليا، وذلك كما حصل للكثير من الوظائف خلال السنوات الماضية، لكن في نفس الوقت فإنه يرى بأن ذلك ليس وشيك الحدوث، وفي نفس الوقت يُقدم كتاب عصر الآلة الثاني بعض الجوانب الإيجابية لعملية تطور الذكاء الاصطناعي واستبدال العنصر البشري في وظائف معينة، لكنه مع ذلك يرى ضرورة أن يتقدم الإنسان بوتيرة أسرع من التقدم التي تسير عليه هذه الآلات.

الأكثر قراءة