عام هجري جديد 1438

الثلاثاء - 11 أكتوبر 2016

Tue - 11 Oct 2016

تتزامن الأوقات والليالي والأيام والشهور والأعوام والدهور بأمر الخالق سبحانه، فهو القائل «يقلب الله الليل والنهار»، وقال سبحانه «وتلك الأيام نداولها بين الناس».



عام هجري جديد نحن في مطلعه. نسأل الله أن يكتب لنا فيه الخير والبركة، فقد فارقنا عام رحل كان به ما كان، وحصل ما حصل. فارقنا به أحبة وفارقنا به أناس. هذه هي سنة الحياة وتدبير الخالق.



فالإنسان بطبيعة حياته مسير وليس مخيرا، فهذه التصاريف والأقدار بأمر الله. ففي مجمل العام الماضي استقبلناه بالأمطار والأرض كانت خضراء، والمناظر خلابة، والطبيعة جميلة وبرد الشتاء لطيف، ونسائم الهواء عليلة، وشبة النار وفناجين القهوة في آخر الليل، وسمر الشتاء وسهرته.. نار الأورطى والفحم وجمره، إشراقة الشمس والفروة والمشلح (البشت) والكوت، وطلعة البر وبقاء الذكريات رغم مرور الوقت وتقدم العمر.



وودعنا عامنا الماضي بالأوامر الملكية التاريخية التي سوف تغير مجرى حياة الكثير من الناس في ظل الترتيبات والإلغاء والتعديل والتمديد والاستحداث الجديد.



بطبيعة الإنسان تجده دائما يتحسر على ذكريات الماضي ومراحل العمر، ويقول ما أجملها وحتى ولو عادت سوف ينفرها إن كان قد تغير العمر عن وقته.



فأمسينا في أحد الأعوام السابقة على قمة عربية واحدة وأصبحنا على ربيع عربي (عبري) تساقط من خلاله رؤساء عرب في عشية وضحاها. نسأل الله العافية.



وكم من الناس يتمنون اليوم بقاء تلك الدول على شكلها عندما ضاع الأمن واختلط الحابل بالنابل، وأصبحت دول موردة لجميع أطياف العالم بعدما كانت واجهات سياحية يضرب بها المثل بالبركة وجمال جوها وعذوبة مائها.



نسأل الله أن يكتب لنا في هذا العام الخير والبركة والعفو والعافية، وأن يفتح علينا به بخير، ويختم لنا به بخير. اللهم أعد علينا الأيام المباركة وأمتنا المسلمة في خير حال، متمسكة بكتاب الله وهدي رسول الله. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، فبغير الحق لن نسود، وبغير البعد عن الباطل أبدا لن نعود.



وكل عام هجري جديد وأنتم بخير.