كائن العانس
دبس الرمان
دبس الرمان
الثلاثاء - 11 أكتوبر 2016
Tue - 11 Oct 2016
كثير منا ما زال يذكر (البعبع) و(الدجيرة) و(النمنم) وغيرها مما يعج به تراثنا المحلي والشرقي من كائنات خيالية كان يتم استخدامها لتخويفنا وردعنا صغارا.
وكائن (العانس) هو أحد تلك الكائنات الخيالية، ولكن العجيب فيه هو شدة رسوخه، قوة التصديق به، واستمرار تأثيره حتى وقتنا الحالي.. فذلك الكائن عبارة عن عفريت يتلبس الفتاة أو المرأة التي تتعدى عمرا معينا دون أن تتزوج، فتتحول فجأة من فتاة جميلة، مفعمة بالحياة، ذكية، محبوبة إلى مخلوق مخيف، مكروه، شرس، حقود، كئيب، تعيس، منبوذ، ووحيد.
وقد تم اختراع شخصية كائن العانس منذ الأزمنة القديمة بسبب احتياج الفتاة للإعالة والحماية، وخوفا من استمرارها في بيت الأب ومن ثم الأخ كعالة، حيث تنتفي الاستفادة الأساسية منها وهي توفير المتعة الجنسية وإنجاب الأطفال، لتقتصر في حال عدم الزواج إلى الخدمة المنزلية، مما كان يعتبر إهدارا في المال والمساحة، والجسد.
ومن العجيب أن خرافة هذا الكائن ما زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي، مع محاولات تحويله إلى مشكلة وأزمة أمة بغرض نشر الروع والقلق بين الناس؛ لدفعهم للمسارعة بالتزويج، وكورقة للضغط على النساء لدفعهن للتنازل والقبول خوفا من التلبس.
كما قامت بعض الجهات بتحويله بذكاء شديد إلى مسيغ ديني لتعدد الزوجات، فبدلا من تزويج كل أعزب، يقترحون تكرار تزويج المتزوج.
والشيء العجيب حقيقة هو أنه ليست هناك إحصائيات يتم عملها في المقابل لكائن (العانس) من فصيلة الذكر.
وليست هناك أزمة أممية في تلك المناطق التي يكثر فيها عدد الرجال (العوانس)، رغم أن ضرره أعم وأشد وأخطر وهو السبب الرئيسي للانحراف وتفشي التطرف، كما أن تلك الإحصائيات التي يسارع الناشطون بنشرها عن ارتفاع نسبة العنوسة في منطقة ما، تغض الطرف عن أن الرجال من نفس المنطقة يتزوجون من خارجها، في حين يتم الحجر على النساء في الزواج، ثم يقولون لدينا عانسات!
عزيزتي لا تسمحي لذلك الكائن بأن يتلبسك بمجرد تصديقك به، فهو خيال ووهم ينتمي إلى زمانه الغابر، ولا مكان له في طريقة حياة القرن الواحد والعشرين.
لا تسمحي لاعتقادات الماضي بأن تفرض عليك شكلا واحدا من الحياة، أو تجبرك على القبول بمن لا ترغبين به، أو بما لا يعجبك. والأهم ألا تسمحي لها بأن تقلل من اعتبارك لذاتك وقيمتك وإنجازاتك كإنسان كرمه الله بالواحدية ثم أسكنه بالزواج، وليس العكس كما يحاولون إقناعنا. لذا دعي عنك كل ما يقال، فالزواج والمال والمواهب أرزاق يسوقها الله بمقدار وأوقات بما فيه خير العباد والبلاد. فانشغلي بالسعي والنماء مع ظن جميل يحوطك عن سفاسف الناس.
[email protected]
وكائن (العانس) هو أحد تلك الكائنات الخيالية، ولكن العجيب فيه هو شدة رسوخه، قوة التصديق به، واستمرار تأثيره حتى وقتنا الحالي.. فذلك الكائن عبارة عن عفريت يتلبس الفتاة أو المرأة التي تتعدى عمرا معينا دون أن تتزوج، فتتحول فجأة من فتاة جميلة، مفعمة بالحياة، ذكية، محبوبة إلى مخلوق مخيف، مكروه، شرس، حقود، كئيب، تعيس، منبوذ، ووحيد.
وقد تم اختراع شخصية كائن العانس منذ الأزمنة القديمة بسبب احتياج الفتاة للإعالة والحماية، وخوفا من استمرارها في بيت الأب ومن ثم الأخ كعالة، حيث تنتفي الاستفادة الأساسية منها وهي توفير المتعة الجنسية وإنجاب الأطفال، لتقتصر في حال عدم الزواج إلى الخدمة المنزلية، مما كان يعتبر إهدارا في المال والمساحة، والجسد.
ومن العجيب أن خرافة هذا الكائن ما زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي، مع محاولات تحويله إلى مشكلة وأزمة أمة بغرض نشر الروع والقلق بين الناس؛ لدفعهم للمسارعة بالتزويج، وكورقة للضغط على النساء لدفعهن للتنازل والقبول خوفا من التلبس.
كما قامت بعض الجهات بتحويله بذكاء شديد إلى مسيغ ديني لتعدد الزوجات، فبدلا من تزويج كل أعزب، يقترحون تكرار تزويج المتزوج.
والشيء العجيب حقيقة هو أنه ليست هناك إحصائيات يتم عملها في المقابل لكائن (العانس) من فصيلة الذكر.
وليست هناك أزمة أممية في تلك المناطق التي يكثر فيها عدد الرجال (العوانس)، رغم أن ضرره أعم وأشد وأخطر وهو السبب الرئيسي للانحراف وتفشي التطرف، كما أن تلك الإحصائيات التي يسارع الناشطون بنشرها عن ارتفاع نسبة العنوسة في منطقة ما، تغض الطرف عن أن الرجال من نفس المنطقة يتزوجون من خارجها، في حين يتم الحجر على النساء في الزواج، ثم يقولون لدينا عانسات!
عزيزتي لا تسمحي لذلك الكائن بأن يتلبسك بمجرد تصديقك به، فهو خيال ووهم ينتمي إلى زمانه الغابر، ولا مكان له في طريقة حياة القرن الواحد والعشرين.
لا تسمحي لاعتقادات الماضي بأن تفرض عليك شكلا واحدا من الحياة، أو تجبرك على القبول بمن لا ترغبين به، أو بما لا يعجبك. والأهم ألا تسمحي لها بأن تقلل من اعتبارك لذاتك وقيمتك وإنجازاتك كإنسان كرمه الله بالواحدية ثم أسكنه بالزواج، وليس العكس كما يحاولون إقناعنا. لذا دعي عنك كل ما يقال، فالزواج والمال والمواهب أرزاق يسوقها الله بمقدار وأوقات بما فيه خير العباد والبلاد. فانشغلي بالسعي والنماء مع ظن جميل يحوطك عن سفاسف الناس.
[email protected]