المطلق والمادي
الثلاثاء - 11 أكتوبر 2016
Tue - 11 Oct 2016
يؤكد علماء الفلسفة أن كل ما نتعامل معه من أشياء ومخلوقات ومفاهيم هي غير موجودة في الواقع بصفتها المطلقة.. وأن ما يوجد منها فعلا ليس سوى نموذج أو شكل من أشكال ذلك المطلق.
بمعنى آخر، المطلق غير موجود إلا في المستوى المجرد (Level Abstract)، ولا يمكن تواجده على المستوى المحسوس أو الملموس أو المادي (Level Concrete). وما هو موجود على المستوى المادي ليس سوى نموذج، شكل، عينة، نوع من ذلك المطلق. فلا يوجد شيء اسمه الثلاجة مثلا. ما هو موجود فعلا هو ثلاجة صغيرة وثلاجة كبيرة، ثلاجة بيضاء وثلاجة بنية، ثلاجة كلفيناتر وثلاجة ناشونال، أما (الثلاجة) فهي غير موجودة إلا في أذهاننا كشيء مجرد.
كذلك الأمر بالنسبة للقطة مثلا، هناك قطة صغيرة وقطة كبيرة، قطة سوداء وقطة بيضاء، قطة أفريقية وقطة سيامية. أيها هي (القطة)؟ ليس أيا منها. كلها أنواع، أشكال، نماذج للقطة.
أما (القطة) بالصفة المطلقة فهي موجودة في أذهاننا على المستوى المجرد فقط. وكذلك الإنسان، الرجل والمرأة، والجامعة والسوق والعطر والثوب و.. و.. و.. ينسحب ما تقدم على المفاهيم أيضا. فالحب والكره والاحترام التي نشعر بها ليست سوى حالة، نموذج، وليست (الحب ـ الكره ـ الاحترام) بالصفة المطلقة لكل منها.
هذه الصفة المجردة، المطلقة هي ما نتعامل به في تفكيرنا وفي تخاطبنا عند التفكير أو الحديث بصفة العموم. فتفكيرك في (الطائرة) مثلا أو حديثك عنها وعما حققته كمخترع مهم في حياة البشر هو تفكير بالطائرة، وحديث عن الطائرة بصفتها المطلقة وليس عن طائرة معينة محددة، وبذا فإننا كبشر نفكر ونتحدث عن الأشياء والمفاهيم عبر المطلق على المستوى المجرد، ونتعامل معها عبر المادي على المستوى الملموس.
ولو أخذنا (الحرية) كمثال فهي أيضا ليست أمرا مطلقا إلا على المستوى المجرد. وما نمارسه ونعايشه من حرية إنما هو مؤطر بإطار ليكون شكلا من أشكال الحرية - التي لا تتواجد ولا يمكن أن تتواجد بصفتها المطلقة خارج أذهاننا وتخاطبنا- وإلا فإنها تعاكس طبيعة الأشياء. ما يؤطر الحرية هو عناصر الثقافة والتي يمكن تعريفها بالتالي، وهو التعريف الذي يأخذ به معظم علماء الأنثروبولوجي أمثال ديل هايمز وجون جمبرز ورالف فاسولد وجوشوا فيشمن وغيرهم «الثقافة هي تراكم المعرفة والخبرات والمعتقدات والقيم والعلاقات ومفاهيم الكون والماديات المكتسبة لدى أمة من الأمم عبر الأجيال والعصور».
بمعنى آخر، الثقافة هي الإطار الذي يحدد أفعالنا وأقوالنا ومفاهيمنا، ويجعلها تسير في تناسق مع أفعال وأقوال ومفاهيم بقية أفراد المجتمع، ومن ذلك الحرية.
ليس هناك شيء اسمه الحرية بشكلها المطلق في كل مجتمعات الدنيا، الحرية مؤطرة بمعتقدات وقيم وأعراف وتقاليد المجتمعات البشرية، ومنها مجتمعنا.
بمعنى آخر، المطلق غير موجود إلا في المستوى المجرد (Level Abstract)، ولا يمكن تواجده على المستوى المحسوس أو الملموس أو المادي (Level Concrete). وما هو موجود على المستوى المادي ليس سوى نموذج، شكل، عينة، نوع من ذلك المطلق. فلا يوجد شيء اسمه الثلاجة مثلا. ما هو موجود فعلا هو ثلاجة صغيرة وثلاجة كبيرة، ثلاجة بيضاء وثلاجة بنية، ثلاجة كلفيناتر وثلاجة ناشونال، أما (الثلاجة) فهي غير موجودة إلا في أذهاننا كشيء مجرد.
كذلك الأمر بالنسبة للقطة مثلا، هناك قطة صغيرة وقطة كبيرة، قطة سوداء وقطة بيضاء، قطة أفريقية وقطة سيامية. أيها هي (القطة)؟ ليس أيا منها. كلها أنواع، أشكال، نماذج للقطة.
أما (القطة) بالصفة المطلقة فهي موجودة في أذهاننا على المستوى المجرد فقط. وكذلك الإنسان، الرجل والمرأة، والجامعة والسوق والعطر والثوب و.. و.. و.. ينسحب ما تقدم على المفاهيم أيضا. فالحب والكره والاحترام التي نشعر بها ليست سوى حالة، نموذج، وليست (الحب ـ الكره ـ الاحترام) بالصفة المطلقة لكل منها.
هذه الصفة المجردة، المطلقة هي ما نتعامل به في تفكيرنا وفي تخاطبنا عند التفكير أو الحديث بصفة العموم. فتفكيرك في (الطائرة) مثلا أو حديثك عنها وعما حققته كمخترع مهم في حياة البشر هو تفكير بالطائرة، وحديث عن الطائرة بصفتها المطلقة وليس عن طائرة معينة محددة، وبذا فإننا كبشر نفكر ونتحدث عن الأشياء والمفاهيم عبر المطلق على المستوى المجرد، ونتعامل معها عبر المادي على المستوى الملموس.
ولو أخذنا (الحرية) كمثال فهي أيضا ليست أمرا مطلقا إلا على المستوى المجرد. وما نمارسه ونعايشه من حرية إنما هو مؤطر بإطار ليكون شكلا من أشكال الحرية - التي لا تتواجد ولا يمكن أن تتواجد بصفتها المطلقة خارج أذهاننا وتخاطبنا- وإلا فإنها تعاكس طبيعة الأشياء. ما يؤطر الحرية هو عناصر الثقافة والتي يمكن تعريفها بالتالي، وهو التعريف الذي يأخذ به معظم علماء الأنثروبولوجي أمثال ديل هايمز وجون جمبرز ورالف فاسولد وجوشوا فيشمن وغيرهم «الثقافة هي تراكم المعرفة والخبرات والمعتقدات والقيم والعلاقات ومفاهيم الكون والماديات المكتسبة لدى أمة من الأمم عبر الأجيال والعصور».
بمعنى آخر، الثقافة هي الإطار الذي يحدد أفعالنا وأقوالنا ومفاهيمنا، ويجعلها تسير في تناسق مع أفعال وأقوال ومفاهيم بقية أفراد المجتمع، ومن ذلك الحرية.
ليس هناك شيء اسمه الحرية بشكلها المطلق في كل مجتمعات الدنيا، الحرية مؤطرة بمعتقدات وقيم وأعراف وتقاليد المجتمعات البشرية، ومنها مجتمعنا.