حيوانات مفترسة تجوب شوارعنا

خرج قوم إلى الصيد فعرضت لهم أم عامر، وهي الضبع، فطردوها حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي فدخلته، فخرج إليهم الأعرابي وقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدا وطريدتنا فقال: كلا، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي.

فرجعوا وتركوه، وقام فقدم للضبع حليبا ثم سقاها ماء حتى عاشت واستراحت، فبينما الأعرابي قائم إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وتركته، فجاء ابن عم له يطلبه فإذا هو بقير في بيته فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فاتبعها ولم ينزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول:

ومن يصنع المعروف في غير أهله

يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر

استعرضت قصة هذا المثل عندما قرأت خبرا عن وجود حيوانات مفترسة بحوزة بعض الناس ممن لا يستطيعون ترويضها.. شيء من البذخ جعلهم يقتنونها وقد تفترسهم أو تخرج للشارع في أي وقت وتفتك بمن تجدهم ممن لا يدركون خطر هذه الحيوانات المفترسة عليهم وعلى عامة الناس الذين لا يستطيعون التعامل معها وخاصة الأطفال والنساء.

التقطت كاميرا مواطن في محافظة جدة ضبعا مفترسا يتجول في شوارع حي الزهراء شمال المحافظة ووفقا لمقطع الفيديو المتداول فقد شوهد الضبع في الحي أمام أحد المنازل قبل أن يلوذ بالفرار! يأتي ذلك عقب مرور أسبوع على بلاغ قدمه أحد المواطنين في الطائف يؤكد مشاهدة عددٍ من النمور في منطقة الهدا السياحية وأبلغ الجهات المختصة بها.

هذه الحيوانات المفترسة لا تعرف صاحبا ولا قريبا، عندما تجد فريستها تنقض عليها وتمزقها وتلتهمها.. قد يكون هناك عشاق لتربية الحيوانات المفترسة في جدة أو غيرها من مدن المملكة ومحافظاتها، إلا أن خروجها من المنزل يشكّل خطرا كبيرا على الأطفال والمارة من نساء ورجال.

أصبح خطرا وجود مثل هذه السباع والحيوانات المفترسة، لذا يجب على المسؤولين أن يوقفوا هذا الاستهتار واقتناء الحيوانات المفترسة ومعاقبة كل من يقتنيها بالسجن والغرامة.. فحياة الناس ليست رخيصة إلى هذه الدرجة..هذا ما أردت توضيحه. والله من وراء القصد.