الاستهزاء بمظاهر التدين من قبل المتثيقفين

من الأمراض الاجتماعية التي كثرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ (الاستهزاء بالدين ومظاهر التدين) حتى وصل ببعض من يعدّون أنفسهم من حملة الفكر والقلم، ويحسبون أنفسهم على النخب الثقافية، الاستهزاء بشيء من الدين، الاستهزاء من الثواب والعقاب في الإسلام

من الأمراض الاجتماعية التي كثرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ (الاستهزاء بالدين ومظاهر التدين) حتى وصل ببعض من يعدّون أنفسهم من حملة الفكر والقلم، ويحسبون أنفسهم على النخب الثقافية، الاستهزاء بشيء من الدين، الاستهزاء من الثواب والعقاب في الإسلام

الأربعاء - 28 مايو 2014

Wed - 28 May 2014



من الأمراض الاجتماعية التي كثرت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ (الاستهزاء بالدين ومظاهر التدين) حتى وصل ببعض من يعدّون أنفسهم من حملة الفكر والقلم، ويحسبون أنفسهم على النخب الثقافية، الاستهزاء بشيء من الدين، الاستهزاء من الثواب والعقاب في الإسلام، الاستهزاء من الحور العين في الجنة كما حدث من كاتب معروف قبل أيام، الاستهزاء من عذاب القبر، وما أكثر ما ورد الاستهزاء في كتاباتهم ومقالاتهم، وفيما يعتبرونه إبداعا أدبيا في رواياتهم وقصصهم، وفي تغريداتهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي، وحين يتم مواجهتهم بإساءاتهم وسخرياتهم من الدين والتدين، ووضعه موضع التهكم، نسمع منهم أسطوانتهم المعهودة للخروج من مأزق ما أوقعوا أنفسهم فيه، بقولهم « لقد تم اجتزاء النص، ونحن لا نقصد بذلك الإساءة أو الازدراء أو الإساءة للدين!» وأنا أتساءل بعد كل قضية إساءة للدين يتم الحديث عنها، أو حينما يثيرها كاتب، أو مدون، أو مثقف، أوقاص أو غيرهم: ما الذي يدعو هؤلاء في الأصل إلى التعرض للدين وتعاليمه ومظاهره وعلمائه بالسخرية وإقحامه في مواضع الإساءة؟ لا أدري -والله- إلى أين نحن سائرون في هذا الطريق المفجع. وأتساءل -مرة أخرى- هؤلاء المستهزئون ألم يتلوا يوما، ما في كتاب الله العظيم وقوله الحق «ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم»؟ وكيف هم يدعّون فهمَ كل شيء، وأنهم أرباب القلم، وأسياد الكلمة والأدب والثقافة، ثم يجهلون بأن سقطة القلم، وغلطة اللسان، ورمي الكلام على عواهنه يعد محظورا شرعيا وعرفيا فكيف باستهزاء أو سخرية بشيء من الدين ولو كان المستهزئ مازحا؟ إن ذلك قد يؤدي به إلى الكفر البواح كما قال بذلك العلماء الربانيون. شيء غريب أن يكون الاستخفاف بالدين، وتحويل تعاليمه، ومظاهر التدين إلى موضوعات (للتندر والفكاهة، ولتصفية الحسابات بين التيارات الفكرية أو المذهبية)، ويتم إقحامه بغرض الانتقام والحقد والبغض؛ ويعتبرون ذلك مسألةً سهلةً، وأمرا عاديًا، وما أصدق قول معلم الناس الخير عليه أفضل الصلاة والتسليم «إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا، يهوي بها في النّار سبعين خريفا» ولا بدّ أن يعي المسلم بأن العزة والمنعة والافتخار، لا تكون إلا بالإسلام، ورضي الله عن عمر بن الخطاب يوم قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذّلنا الله. ولأن الكلمة بطرف اللسان نلفظها متى أردنا ونتحكم فيها، وما دامت في صدورنا فنحن نملكها، ولكنها ما إن تخرج حتى تملكنا وعليها نحاسب، وربما تهوي بنا في النار، أرجو الله أن يغفر لي ولكم زلات ألسنتنا وأقلامنا.