فهد المرسال

غير مرض ولعبة الكراسي!

الاحد - 09 أكتوبر 2016

Sun - 09 Oct 2016

«الظروف حكمت»، «المرحلة تتطلب»، بهاتين العبارتين استقبل المواطنون بثبات ويقين حزمة القرارات الأولى نحو الرؤية المستقبلية 2030 بترشيد الإنفاق الحكومي وإعادة دراسة كثير من البدلات، وإن كانت في الحقيقة مفاجئة ومفجعة لمن تقع رواتبهم تحت مقصلة الديون، ولكنه قرار وطني يلامس الوعي الغائب في طريقة إنفاق الأفراد بأشياء أجزم أنها ثانوية، ما استوقفني من تلك القرارات المتعلقة بوزارة الخدمة المدنية فقرة في لائحة التقييم للأداء الوظيفي لموظفي الحكومة لا تقلل من كونه أجمل قرارات الخدمة المدنية على الإطلاق، وجاء كقصاص للبيروقراطية التي تلعن صباح مساء من قبل المواطنين والموظفين الذين تكبلهم بأذرعها الممتدة هنا وهناك، فاللائحة عادلة لمن يعملون وينتجون ولكن الغريب المضحك هو مفردة «غير مرض» وحتمية تطبيقها لتقييم الموظف في كل إدارة، وهي بحد ذاتها سوط للنيل من فئة عملها يقتصر على «غز» أصبعك صباحا بآلة البصمة واللقاء في نهاية الدوام وغزة أخرى ودرب السلامة!



تطبيق فقرة «غير مرض» على مصراعيها تذكرني بلعبة الكراسي؟ فالمسؤول سيضطر لملء تلك الفقرة في اللائحة، وأعجب حقا كيف سيكون تطبيقها إن امتثل الموظفون وعملوا وأنتجوا، هل سيأتي المدير نهاية العام في فترة التقييم السنوية بمشهد درامي ويجمع موظفيه العشرين حسب شروط اللائحة ويضع الكراسي الثمانية عشر لتكون البداية «للصراع من أجل البقاء»، ومن يجلس أولا ينال البقاء والعلاوة!



أجزم بأن من أصدر تلك الفقرة تحديدا لن يستطيع تطبيقها على وكلاء وزارته! فكرة اللائحة بمجملها عظيمة وسامية لأنها أكبر عون في مسيرة الإنتاجية والنهضة، وحتى يحين موعد تطبيق تلك الفقرة في التقييم السنوي بنهاية العام «ضبط مديرك» واصدح بحبه ودندن مشاعرك على وزن أغنية الراحل طلال «حكم ضميرك» في أروقة إدارتك، لعلك تظفر بالعلاوة والبقاء، وكل عام والوطن بخير.