سهام الطويري

أكتوبر.. شهر التوعية بسرطان الثدي وحجم تمويل بحوثنا

الاحد - 09 أكتوبر 2016

Sun - 09 Oct 2016

يعتبر هذا الشهر هو شهر التوعية العالمية عن سرطان الثدي وخطورته والإرشاد عن ضرورة الفحص المبكر للسيدات، ويتخذ هذا الشهر شعار الشريط الوردي الذي ترتديه الجمعيات التوعوية وتعمل على نشره في أرجائها.



حينما نقارن حجم الدعاية التوعوية بين المملكة وبين الدول الأولى نلمس الجهود والمحاولات الفردية من قبل أقسام وطب الأورام في بعض المستشفيات وبعض الجمعيات التوعوية والجامعات، ولكن هذا الجهد لا يمكن مقارنته بماكينة الدعاية التوعوية الضخمة التي تنفق عليها ملايين الدولارات ويقف خلفها في الصف الأمامي علماء الأبحاث أنفسهم الذين تتصدر أبحاثهم الفصلية مجلة النيتشر والساينس و cell press وغيرها من المجلات العلمية القوية ذات الصلة بالسرطان.



في هذا الشهر من كل عام تحشد جمعيات أبحاث السرطان ملايين الدولارات لدعم عجلة البحث بعد عقد لجان مقابلات مع مجموعات البحث الناشطة في مجال سرطان الثدي لتدعمها بعد إثبات استحقاقها للدعم من خلال مؤشر النشر العلمي النشيط والقوي في مقابلة شخصية يجب ألا يتجاوز عدد شرائح العرض والحديث عن المشروع في غضون خمس دقائق!.



على سبيل المثال قدمت جمعية أبحاث السرطان في بريطانيا ملايين الجنيهات الإسترلينية لباحثين علماء شباب مطلع الشهر المنصرم من أجل دعم جهودهم البحثية للتوصل إلى تطور علمي في أبحاث هذا السرطان، وشرعت الجمعية هذا الشهر إلى تكثيف جهودها للحصول على الدعم المالي والتمويل من قبل رجال وسيدات الأعمال الذين أصيبوا ثم شفوا من هذا السرطان، حيث تعمل الجمعية هذا الشهر على عمل اتصالاتها بقطبي المعادلة: الباحثين والممولين، من أجل التنسيق لعمل زياره للممولين إلى داخل المختبرات ولقاء الباحثين الفائزين بجوائز المنح البحثية في ورش عمل يشرح فيها الباحثون خططهم وفرضياتهم الجديدة التي سيعملون عليها لقاء الحصول على المنح البحثية.



في المقابل لا نجد في المملكة جمعية لأبحاث السرطان بحجم جمعية أبحاث السرطان في المملكة المتحدة مثلا، تعمل على توفير المنح البحثية للباحثين وتشرع في استيراد مصادر تمويل البحوث ومراقبتها وفق كادر ضخم من كبار العلماء في مجال أبحاث السرطان.



بينما لا يمكن استحالة استيراد مصادر لتمويل البحوث بعد إجراء مسابقات سنوية بين الباحثين ومختبراتهم لدعمها خارج إطار التمويل الحكومي أو تمويل رجال الأعمال والجهات التي يغلب على بعضها طابع الروتين القديم في استقطاع حصص التمويل بسبب عدم الاستفادة من خبرات طرق التمويل الحديثة لدى مثل هذه الجمعيات في الخارج.



مسألة توطين كل شيء على مستوى التمويل وعلى مستوى «سعودة» العلماء والمختبرات أحد أسباب بطء تسارع عجلة البحث العلمي، فضلا عن استهلاك جهود الباحثين الأجانب من قبل بعض رؤساء الأقسام في الجامعات. الاستقلال هو الركيزة الأولى لخلق فضاء التنافس البحثي ونشاطه، كما أن تشجيع تمويل البحوث من قبل رجال الأعمال السعوديين بأسلوب منظم مثلما تقوم به جمعية أبحاث السرطان البريطانية أصبح مطلبا وضرورة مساندة لما تقوم به جهات تمويل البحوث الحكومية محليا.



[email protected]