عبدالله المزهر

الأسد والحمار..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 09 أكتوبر 2016

Sun - 09 Oct 2016

أول كتاب قرأته ـ إذا استثنينا كتب المدرسة ـ كان كتاب «كليلة ودمنة»، أهداه لي والدي وأنا في الصف الرابع الابتدائي، وهو كتاب جميل أنصح بقراءته والاستمتاع بقصصه، ولعل قصة «الأسد والحمار» هي أكثر القصص التي علقت في ذهني ولا أعلم الأسباب.



كثيرون في هذه الأيام يتحدثون عن قصص الحيوانات وعن الأسد وعن الحمار، أسمع مثل هذه القصص في كل مجلس، وفي كل مرة أسمع هذه الأحاديث وقصص الحيوانات أتذكر تلك القصة في كليلة ودمنة، وكيف أن الحمار الغبي الذي لا يعرف مصلحة نفسه، ويضحي بحياته من أجل طمعه في مرعى خصيب وعده به «ابن آوى»، ولم يكن ذلك المرعى سوى فخ نصب للحمار ليكون فريسة للأسد الأجرب الذي لم يعد يقوى على الصيد.



في هذه القصة الجميلة كرر الحمار أخطاءه، وعاد إلى الفخ مرتين، وبعد أن قتله ابن آوى طلب الأسد قلب الحمار وأذنيه ليعالج ضعفه وجربه، ولكن ابن آوى ـ الذي أكل القلب والأذنين دون علم الأسد ـ قال له: أولم تعلم أنه لو كان له قلب وأذنان لم يرجع إليك بعد ما أفلت ونجا من الهلكة.



ويبدو أن الحمير في كل عصر تكرر ذات الأخطاء، ولذلك كانت قصص كليلة ودمنة صالحة لكل زمن، ويمكن استخلاص العبر منها ومن قصصها ولذلك أحدثكم عن هذا الكتاب اليوم لعلكم تجدون في قصصه سلوى بعيدا عن هموم السياسة والاقتصاد.



وعلى أي حال..

لعل ما يستفاد من هذه القصة أنه لا يجب الوثوق في تفكير الحمار كثيرا، فقد يخذل من وثق به في وقت حاجته، فهو ـ أي الحمار ـ لا يعرف مصلحة نفسه حتى يعرف مصلحة من يعتمد عليه ويثق به ويوليه الاهتمام والرعاية وينفق عليه بشكل أكثر مما يستحقه.



[email protected]