إعادة صياغة الجيل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم
عادة ما نسمع الجيل القديم يشتكي من الجيل الجديد متناسيا أن الجيل الحالي هو صنع يده، كثير من يرى أن مسؤولية تربية الجيل والنشء هو دور وزارة التربية والتعليم، وكثير من يحصر دور وزارة التربية والتعليم في الناحية التعليمية متناسيا الجزء الأول من اسم هذه الوزارة وهو التربية
عادة ما نسمع الجيل القديم يشتكي من الجيل الجديد متناسيا أن الجيل الحالي هو صنع يده، كثير من يرى أن مسؤولية تربية الجيل والنشء هو دور وزارة التربية والتعليم، وكثير من يحصر دور وزارة التربية والتعليم في الناحية التعليمية متناسيا الجزء الأول من اسم هذه الوزارة وهو التربية
الأحد - 25 مايو 2014
Sun - 25 May 2014
عادة ما نسمع الجيل القديم يشتكي من الجيل الجديد متناسيا أن الجيل الحالي هو صنع يده، كثير من يرى أن مسؤولية تربية الجيل والنشء هو دور وزارة التربية والتعليم، وكثير من يحصر دور وزارة التربية والتعليم في الناحية التعليمية متناسيا الجزء الأول من اسم هذه الوزارة وهو التربية. نخرج للأماكن العامة ونرى بها بعضا من المجسمات والتحف التي دفعت الدولة ملايين الريالات لتزين ذاك الشارع أو المنتزه، ولكن متفحص تلك الزينة عن قرب يجد أن هناك من أراد أن يدون ذكرياته عليها فتسمع من بعض المارة «الجيل الحالي تعبان وغير مسؤول»، سؤالي: من جعلهم
كذلك؟ مثال آخر قيادة السيارات وما بها من استهتار سواء بالأرواح أو المال العام من دفعهم لذلك الاستهتار؟. كم من طالب تم قبوله في إحدى الجامعات وبعد سنة أو أخرى يقوم بتغيير تخصصه محملا الدولة تكاليف دراسته في التخصص السابق دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه المال العام من جعلهم كذلك؟ الأمثلة كثيرة جدا على الاستهتار والإهمال والذي كثيرا ما يكون بسبب الجهل الذي نحن الجيل السابق من صنعه. بيدنا أن ننشئ جيلا مسؤولا يعرف ماله وما عليه، يكون عونا لأجهزة الدولة بدلا من أن يكون عونا عليها إما باستهتار وإتلاف للمال العام أو جهل يضيع جهد آخرين. وزارة التربية والتعليم هذه الوزارة التي بيدها تكوين لبنة مستقبل بلدنا، المستقبل الذي نحلم به ونريده، ولكن هذه الوزارة لا تستطيع القيام بدورها ودور القطاعات الأخرى، لا بد أن يكون هناك تعاون بين جميع القطاعات سواء حكومية أو خاصة مع هذه الوزارة لنسهم جميعا في تكوين سواعد المستقبل، وبهذا تكون المواطنة وحب الوطن بالمساهمة الفعالة في بنائه.
حقيقة تساءلت كثيرا ما الذي يمنع الوزارات من التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لعمل دورات تمتد على مدار السنة وليس ليوم واحد أو أسبوع واحد بل السنة كلها لجميع المراحل، مستغلين حصص النشاط الأسبوعية لتبين كل وزارة ما تريده وتحتاجه من المواطن لتقوم بواجباتها و مسؤولياتها على الوجه المطلوب؟. ما الذي يمنع مثلا إدارة المرور في كل منطقة من التنسيق مع وزارة التربية والتعليم للقيام بدورات تتحدث عن أضرار القيادة المتهورة والسرعة وعن آداب القيادة وحق الآخرين في استخدام الشارع؟ ما الذي يمنع مثلا البلديات من القيام بدورات لطلاب المدارس تتحدث عن أهمية وضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والمال العام وأن أي إتلاف يكبد الدولة مصاريف هائلة من أجل الصيانة كان من الممكن استغلالها في أمور أخرى؟. ما الذي يمنع وزارة التعليم العالي من التنسيق مع وزارة التربية والتعليم بعمل دورات على مدار السنة تتحدث عن التخصصات الأكاديمية ومتطلبات كل تخصص ومجالاته؟ ألن يقلل ذلك من الهدر الذي يحدث بسبب الانتقال من قسم إلى آخر؟ النماذج كثيرة، صحيح أن مشروعا كهذا لن نحصل على نتائجه بشكل فوري بل ربما نقطف أول ثماره بعد عشر سنين، قد يرى البعض أنها مدة طويلة و لكن أيهما أفضل أن نبقي الحال كما هو ونحن نرى ونشاهد كل يوم الاستهتار والتسيب والذي لا يلام الجيل الحالي لوحده عليه، أم نقوم ونجرب أمرا جديدا؟ فحتى وإن فشلت التجربة فليس هناك ما نخسره . وزارة التربية والتعليم هي باب التطور لو فقهنا فقد أخبرنا آباؤنا أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.