إشراك المجتمع يا مسؤول!

السبت - 08 أكتوبر 2016

Sat - 08 Oct 2016

كيف لنا أن نطلق مبادرة ونحن غير مهيئين لها ولتبعاتها؟ وكيف سنتجاوز عقباتها؟ وكيف سنقضي أو سنرضي أصحاب العقول المتحجرة والمعتادة على الروتين؟ فطوال الـ86 سنة الماضية كنا بركود وبلحظة نطلق رؤية متكاملة دون أن نهيئ الشعب وهو المعني بها! خاصة أن بعضه كبار في السن فمن الصعب جدا تقبل التغيرات التي ستحصل والنقلة العظيمة بعالم التكنولوجيا والذين هم محاربون لها وللتغيير، فنجد أننا نعاني مما يسمى بصراع الآباء مع الأبناء بسبب التكنولوجيا وبعض التغييرات التي لم يعتادوا عليها، فلهذا يجب قبل الخوض بالتنفيذ أن نشرك المجتمع بجميع فئاته بالرأي وطرح الأفكار وكذلك توضيح ما يصعب عليهم وما يجهلونه من تغيرات وإلا ستفشل إلى ما شاء الله.



فعلى سبيل المثال وزارات التعليم في جميع الدول التي أحدثت تغييرا بتعليمها والذي بدوره أحدث تطويرا في جميع قطاعات الدولة وتطويرها قامت بداية بجعل التحسينات بيد أولياء أمور الطلبة فهم المعنيون بذلك لأنهم وفي كل يوم يربون ويعلمون، وهم الأجدر بذلك لإلمامهم باحتياجات أبنائهم أكثر من مؤسسة تجمعهم لسويعات من اليوم، كما أنهم أحدثوا التغييرات الهائلة بتعليمهم بسنوات قصيرة مقارنة بحجم التغييرات! ولو نبدأ بالتغيير فأول ما يجب تغييره المقررات لأن العلم سيتحول لفكر وبالتالي لسلوك فخطره أشد من تجهيز المدارس! فالأخطاء فيها كثيرة جدا خاصة فيما يتعلق بالمواد الدينية! وهذا نتاج إيكال الأمر إلى غير أهله، فلدينا علماء كثر أكفاء فلماذا لا نسلمهم إياها؟! أما بقية المواد فكل بحسب تخصصه وعلمه.



ثم نبدأ بتأهيل المدارس والمعلمين وكل العاملين بالمدارس وتزويدهم بأحدث طرق التربية والتعليم.



وبالصحة أيضا فهناك مثال قريب وبسيط لا يحتاج لجهد ولا مال فقد أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حملة على تويتر هدفها تحسين مجال الصحة وبدأ الناس بطرح الأفكار إلى أن وصلت لآلاف مؤلفة من الأفكار البناءة فقاموا بفرزها وأخذ المهم منها وتم تطبيقها وبمجرد إشراك الناس والمعنيين بالقرار سيشعرهم بالرضا حتى لو لم يتم التنفيذ بالشكل المأمول.



وبالرغم من أن هدف الصحة المفترض أن يتمثل بالوقاية أكثر من العلاج إلا أننا نجدها شعارا فقط من شعارات عديدة! والمسؤول عن الوقاية هو الفرد نفسه، وبالمقابل نجد أن الفرد لا يتلقى تعليما عن صحته بشكل يستطيع فيه المحافظة عليها بنفسه! فتعلم الصحة مقصور على المتخصصين.



وما سمعناه من فرض رسوم يزداد بها الغلاء والفقر سيجعلنا معنيين بإيجاد حلول لتبعات أي قرار كيلا يحدث تضاد كما حدث سالفا بمسألة إصدار الهوية النسائية وطلب بعض الجهات لها دون تنسيق، ومن المعروف في التخطيط والإدارة أنه لا يصدر قرار دون الإلمام بكل ما يتعلق به من مشكلات مصاحبة أو عدم تناسق بين الجهات ذات الصلة.



وكلما فتح مسؤول حسابا بمواقع التواصل الاجتماعي تصيبنا فرحة عارمة لأننا سنكون قريبين منه وسنتواصل معه، فالمواقع هذه لم توضع إلا بهدف التواصل! ونعلم جميعا نحن المواطنين أن من المستحيل الرد على جميع الاستفهامات والمطالب والأفكار إلا أننا نوقن أنها تقرأ وإلا لما جاء الرد أحيانا بفعل! فإن لم تكن ترد لو على البعض فعلى الأقل أكتب ردا عاما أو ردا على الواقع بالفعل فهذا كل ما نتمناه، وليس نقل أخبارك وتنقلاتك ورسائلك ومهاتفاتك التي لم نعد نشاهد الأخبار بسببها!



وأود أن أضيف أخيرا نقطة قد لا تكون معروفة لدى الكثير!



وهي أن وظيفة إشراك المواطنين بالقرار من وظائف الأخصائي الاجتماعي المخطط، فهو مساهم في المشاريع للتوفيق بين احتياجات المجتمع وإمكانيات المشروع، كما أنه يقوم بتهيئة المجتمع لأي تغيرات قد تطرأ أو تصاحب المشروع.



تبقى لدينا 4 سنوات لتحقيق برنامج التحول الوطني و14 سنة لتحقيق رؤية السعودية فهل المدة كافية ومناسبة لتحقيقهما؟ لا أظن ذلك، ولا حتى كافية لتغيير معتقدات الشعب البالية والمقاومة للتغيير، ولهم دور ليس بالهين في تحقيقه!



وأين يتسنى لهم المشاركة والابتكار وهم طوال أعمارهم لا أحد يلقي لهم بالا ولا يمد يد العون لهم لتنفيذ ابتكاراتهم على أرض الواقع! فما دمنا آخر الدول استخداما للاختراعات خاصة الطبية منها فكيف بالتكنولوجيا التي ستصنع الإنسان؟



فهل نحن وأنت مستعدون حقا يا وطني؟!