رحم الله الرجال المطاليق

وأنا صغير ألعب كرة “الشرّاب” في أزقة حارتي؛ حارة الباب بمكة المكرمة مع رفاق دربي، كنا نسمع عن أحد أبناء الحارة، يقول عنه أحد المعجبين به عندما يراه في الشارع أنه من المطاليق.

وأنا صغير ألعب كرة “الشرّاب” في أزقة حارتي؛ حارة الباب بمكة المكرمة مع رفاق دربي، كنا نسمع عن أحد أبناء الحارة، يقول عنه أحد المعجبين به عندما يراه في الشارع أنه من المطاليق.

الخميس - 22 مايو 2014

Thu - 22 May 2014



وأنا صغير ألعب كرة “الشرّاب” في أزقة حارتي؛ حارة الباب بمكة المكرمة مع رفاق دربي، كنا نسمع عن أحد أبناء الحارة، يقول عنه أحد المعجبين به عندما يراه في الشارع أنه من المطاليق.

والمطاليق هم الرجال الذين يهبّون لمساعدة الفقير وإقامة حفل للراغب في الزواج من إحدى بنات الحارة على نفقتهم، وأكثر من ذلك؛ يقيمون له حفلا ويحضرون له الجساس؛ وهو المنشد صاحب الصوت الجميل الذي يصدح بأحلى الأنغام وأرق الشعر وأعذب النثر.

المطاليق يستأجرون السيارات ويتحملون النفقات في الذهاب والإياب إلى ملعب الصبان بجدة، لمساندة عشقهم الأحمر والأبيض بالهتافات الجميلة والأناشيد المحمسة ليفوز فريقهم المحبوب “الوحدة اللي ما يغلبها غلاب وكانت الوحدة عند حسن ظنهم في أغلب الأحيان”،

أنا أعتقد أن المطاليق لم يندثروا، فما زالت النخوة من سمات أبناء العاصمة المقدسة.

إنني أفتقد المطاليق في الوقوف مع العشق المكاوي الوحدة، أعتقد أنهم ليسوا بحاجة لدعوة للوقوف مع الأحمر والالتفاف حوله ليس بالمال فقط، بل بالفكر والجهد والأبناء المتفوقين في المجال الرياضي في كل الألعاب. وليس المطاليق من يساندون بالمال فقط، بل بالتأثير أيضا؛ التأثير المعنوي على مدرب كل لعبة، ويا أهل النخوة والشهامة؛ هذا أقل ما يقدم للمدينة العظيمة، وأقل ما تجازون به الوحدة الذي هو رمز يجب أن يعطى من الاحترام والحب والولاء ما يستحقه، ومن لم يستطع أن يدعم بالمال عليه أن يدعم بالجاه، وهناك طرق أخرى كثيرة للدعم، وأنتم أدرى بها مني يا أهل مكة. ارحموا يا زمزم اسم ناديكم “الغلبان” فهو في أمس الحاجة إلى المطاليق الأشراف، وعلى كل تاجر ومطوف وصاحب عقار - وغيرهم- أن يدعم نادي مدينته التي ولد وعاش على أرضها. وأعتقد أن المطاليق لم يغادروا الدنيا الفانية، فما زال بمكة وجبالها وسهولها ووديانها ألوف مؤلفة من أصحاب النخوة والشهامة والإيثار، فهبوا يا أبناء زمزم، فالوحدة يحتضر، وأعتقد جازما أنكم لا ترضون له الموت فهو الرمز والشعار والعلامة الفارقة. تحركوا يا أحباب، وأنا مؤمن بأنكم فاعلون ومتفاعلون.