دمعة حزن على أمين عقيل عطاس

انتقل أمس الأول إلى جوار الله تعالى السيد أمين عقيل عطاس بعد مكابرة مع المرض وصبر عليه، ونسأل الله أن ينزله منازل الأبرار والصديقين والشهداء.

انتقل أمس الأول إلى جوار الله تعالى السيد أمين عقيل عطاس بعد مكابرة مع المرض وصبر عليه، ونسأل الله أن ينزله منازل الأبرار والصديقين والشهداء.

الخميس - 22 مايو 2014

Thu - 22 May 2014



انتقل أمس الأول إلى جوار الله تعالى السيد أمين عقيل عطاس بعد مكابرة مع المرض وصبر عليه، ونسأل الله أن ينزله منازل الأبرار والصديقين والشهداء.



والسيد أمين درس في مدارس الفلاح بمكة المكرمة وكان من الأوائل في دفعته، وحصل على بعثة دراسية في الخارج، وكانت المملكة ترسل طلابها غالبا إلى مصر فدرس في كلية التجارة وتخرج في قسم المحاسبة وعمل بمصلحة الزكاة والدخل التابعة لوزارة المالية، وتدرج في الأعمال حتى أصبح مديرا عاما للزكاة والدخل، وكان مخلصا في عمله محبوبا من رؤسائه وزملائه خصوصا سمو وزير المالية والاقتصاد الوطني الأمير مساعد بن عبدالرحمن رحمه الله، ثم اختير وكيلا لوزارة الحج والأوقاف (شؤون الأوقاف) وكان وزيرها في فترة التسعينات الهجرية آنذاك معالي السيد حسن محمد كتبي رحمه الله، وظل فيها لأكثر من عشر سنوات وأبلى فيها بلاء حسنا.



وكانت خدمات شؤون الحرمين الشريفين والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تابعة آنذاك لوزارة الحج والأوقاف.



وكانت له جهود موفقة في الحفاظ على الأوقاف وصيانتها وتنمية مواردها، وهي بلا شك أمانة عظيمة أقامه الله عليها ليخدم المرفق الذي يعمل فيه مبتغيا بذلك وجه الله والدار الآخرة.



وأبو خالد رحمه الله كان حريصا على الجودة والإتقان في الأداء في كافة شؤون حياته.



لقد كنت أراه يتردد على مسجد الخيف بمنى وهو البناء الذي مر عليه نحو ثلاثين عاما للتأكد من سلامة أداء المقاول لعمله مع وجود وكالة للمشاريع في الوزارة ومكانها الأمانة والاختصاص والتفاني في أداء الواجب حتى يكون الإنجاز فيه الإتقان والجودة، وليتم تعويد العاملين في الصف الذي بعده على أهمية قيام المسؤول بمتابعة مسؤولياته (ميدانيا) ثم صدر التوجيه الكريم بانتقاله للعمل في الإشراف على الشؤون المالية والإدارية برابطة العالم الإسلامي، وأصبح أمينا عاما مساعدا للرابطة للشؤون المالية والإدارية، وهنا تزاملنا في ميدان خدمة رابطة العالم الإسلامي وأهدافها النبيلة، وسافرنا إلى الخارج بتكليف من معالي الأمين العام للرابطة آنذاك الدكتور عبدالله نصيف ـ أمد الله في عمره وألبسه ثوب العافية ـ.



فكم رافقته ورافقت معالي الشيخ محمد الجودي الأمين العام المساعد للرابطة آنذاك ـ أمد الله في عمره ـ .



ومن الرحلات العملية النافعة مع الشيخ الجودي والسيد أمين عطاس رحلات إلى بلاد آسيا الوسطى والاتحاد الشرقي سابقا، والمساهمة في ترميم عدد من المساجد التاريخية التي مضى على بنائها أكثر من سبعمئة عام، وكانت قد تحولت في العهد الشيوعي إلى مستودعات للتخزين، وبعد سقوط الشيوعية تم إعادتها إلى السكان لترجع لها سيرتها الأولى وتؤدى فيها الصلوات المكتوبة. وكانت المملكة ورابطة العالم الإسلامي سباقة لمساعدتهم والتجاوب مع التماساتهم في إقامة العديد من البرامج التعليمية وخصوصا أن عددا من تلك المساجد كانت تحفة معمارية وشواهد تاريخية على جودة البناء وكيف أن عوامل التعرية لم تؤثر فيها.



وفي الأسفار يتم التعرف على العديد من الجوانب الإنسانية فيمن تسافر معه، فكان السيد أمين رحمه الله حلو الشمائل كريم النفس، تأنس للحديث معه. يقول فضيلة الدكتور إبراهيم أبوعباة عضو مجلس الشورى الحالي: لقد رافقت السيد أمين عطاس في العديد من السفريات إلى الخارج فما وجدت منه إلا النبل ومكارم الأخلاق والإخلاص.



وعندما تم اختيار معالي الدكتور عبدالله نصيف أمينا عاما لرابطة العالم الإسلامي قال فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى لمعالي الدكتور نصيف أثناء زيارة تفقدية بمكتب الرابطة في لندن ولقائه بالشيخ الشعراوي رحمه الله: يا عبدالله أسأل الله لك التوفيق في عملك الجديد برابطة العالم الإسلامي ولك تهنئة خاصة مني بأن يكون السيد أمين عطاس مساعدك للشؤون المالية وفي الضبط والربط للأمور المالية.



كانت هناك مودة عجيبة بين المرحوم الشيخ الشعراوي والمرحوم السيد أمين عطاس، فكان إذا جاء فضيلته بمكة المكرمة يقيم له السيد أمين عطاس حفل استقبال في داره بحي النزهة، يحضره معالي الشيخ الدكتور محمد السالم عضو مجلس الشورى الأسبق رحمه الله والشيخ عبدالله كامل رحمه الله والدكتور محمد عبده يماني، وغيرهم من محبي الشيخ الشعراوي، ويتحول الاحتفاء بقدوم الشعراوي إلى ندوة علمية ولقاء مفتوح متجدد في دار أبي خالد.



وتكررت هذه اللقاءات فيما بعد لأكثر من عشر مرات، حضر بعضها معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، عندما كان يعمل في وزارة الخارجية.



يعتبر المرحوم المؤسس الحقيقي لجمعية البر بمكة المكرمة، ومن أوائل المتبرعين لها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومعالي الشيخ عبدالله عريف رحمه الله.



ومن شيوخه السيد إسحاق عزوز المدير العام لمدارس الفلاح، والشيخ الشعراوي، والشيخ محمد نور سيف، والسيد علوي محمد المالي، والشيخ العربي التباني، والشيخ أنعم ناصر رحمهم الله أجمعين.



وقد أبلى السيد أمين بلاء حسنا في كل المهام التي أوكلت إليه، ولا يمكن في هذه العجالة أن نوفي الرجل حقه، ولكن نسأل الله تعالي أن ينزله منازل الأبرار والصديقين والشهداء والصالحين وأن يبارك في أبنائه الدكتور خالد، ومحمد، وعمار، وحسان، وفي السيدة منى، وفي والدتهم أم خالد التي تفانت في خدمته طوال حياته، والعزاء لكافة محبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.