مها الحريب

ذس آند ذس

الجمعة - 07 أكتوبر 2016

Fri - 07 Oct 2016

(بليز آي ونت ذس آند ذس).. كان هذا مثالا سريعا لحوار يومي بين نسبة كبيرة من السعوديين وبين أي شخص يتحدث الإنجليزية.



والذي يحدث حين يصطدم بكلمة غير مفهومة فأمامه خياران إما يتحول للعربية المكسرة أو لغة الإشارات، وهو أمر أضحى مألوفا عندنا، فغالبية المحلات التجارية والشركات أصبحت تعتمد على لغة عمالة الإنجليزية فقط وهو ما يجعل المواطن المسكين في حيرة من أمره كيف يخرج من هذا المأزق اللغوي، والمثير للدهشة أن من يتحدثها وببراعة من الجنسية الفلبينية والهندية، وهذا يدعونا للتفكر والحزن على حال تعليمنا ما الذي جعل القادم من بلد فقير ميزانية التعليم فيه ضئيلة يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فيما السعودي بضخامة ميزانية التعليم في بلده لا يستطيع التفريق بين الـ s وc.



لماذا الإنجليزية هي اللغة الصعبة علينا السهلة على العمالة القادمة من البلدان الفقيرة؟



الأمر ببساطة أن مناهج التعليم في تلك البلدان تعنى عناية فائقة باللغة الإنجليزية كلغة لا بد أن يجيدها كل طالب، وأنت ترى السائق أو عاملة المنزل وهم يتحدثان بإجادة تامة بالغة فيما يحاول أبناؤك الوصول للغة حوار مشتركة معهم لإيصال ما يريدون.



ولتفهم ما يمر به أغلب السعوديين فلا بد أن نتذكر أن الإنجليزية عندنا لا تدرس إلا في المتوسطة والثانوية، وبعد مداولات طويلة وجدالات عقيمة تم إضافتها للسنة السادسة ابتدائي بمناهج هزيلة وطرق تعليمية غير مثرية. وما يثير الشفقة الصدمة التي يصاب بها خريجو الثانوي عند التقديم على الجامعة فبعض التخصصات تعتمد الإنجليزية كلغة دراسة وهو المسكين بالكاد يجيب على (what is your name?).



وبالتالي فعليه البحث عن تخصص يدرس بالعربية لكنه سيتجرع مرارة البحث عن وظيفة ليست من متطلباتها اللغة الإنجليزية وإن كان الأمر أصبح شبه مستحيل حاليا.



كوميديا سوداء، لا ندرس أبناءنا الإنجليزية بإتقان ثم نبحث عن خريجي جامعات يتحدثونها بطلاقة، وهذا لن تجده إلا عند خريجي المدارس الأهلية وليست أي مدارس، بل ذات الأقساط الباهظة وبالتالي سيحظى أبناء الطبقة الغنية بلغة ممتازة وبوظائف جيدة بينما خريج المدرسة الحكومية سيظل يبحث عن وظائف عادية لا تشترط الإنجليزية، وهذا ليس عدلا بل خلل في منظومة التعليم والمناهج.



فمن حق كل مواطن - أو مواطنة - مهما كان دخله ووضعه الاجتماعي أن يتقن الإنجليزية تحدثا وكتابة دون أن يحتاج لدفع مبالغ هائلة في معاهد تعليم اللغات حتى يحظى بلغة جيدة بعيدا عن التعليم الركيك بمخرجاته السيئة، فالإنجليزية هي لغة العصر وللأسف أصبحت تستخدم في البلدان العربية أكثر من لغتنا.



وحتى لا يشعر المواطن المسكين بالغيرة من عامل المطعم الذي يذهب إليه ليقول (صديق جيب ساندوتش.. نو تشيز).