ورقة من أرشيف عدالة عبدالله بن عبدالعزيز

الإجماع على عدالة «عبدالله بن عبدالعزيز» ينافس الإجماع على إنسانيته وما كان لهذا الإجماع الممتد من الداخل إلى الخارج أن يأخذ مكانه هكذا دون سند.

الإجماع على عدالة «عبدالله بن عبدالعزيز» ينافس الإجماع على إنسانيته وما كان لهذا الإجماع الممتد من الداخل إلى الخارج أن يأخذ مكانه هكذا دون سند.

الخميس - 29 يناير 2015

Thu - 29 Jan 2015



الإجماع على عدالة «عبدالله بن عبدالعزيز» ينافس الإجماع على إنسانيته وما كان لهذا الإجماع الممتد من الداخل إلى الخارج أن يأخذ مكانه هكذا دون سند.

مواقف كبيرة تدور حولها الصور المضيئة، مواقف أحسب أن الإخبار عن المتوفر منها بمثابة تدشين مدرسة لتعليم «الدروس النادرة والعبر المؤثرة»، إلا أن زهد القيادة وتواضعها يحولان دون معرفة كل موقف جميل تتبناه لصالح مواطنيها، حيث لا مجال في نظر الكبار ومنهجهم لاستثمار الإعلام فيما تجود به الرموز من عطف أو ما تتخذه من مواقف تصحيح أو جبر عثرات، غير أن الأحداث المؤلمة وفي مقدمتها الفقد تنبش في الذاكرة الجمعية أحيانا، وتجود الأخيرة تحت ضغط الحزن بكشف اليسير من نوادر صنع الجميل التي لا يسع المتأمل في شأنها المتفكر في تفاصيلها إلا أن يبوح بها كحقائق تشهد على العصر.

ثمة قصص موغلة في الإنسانية وهناك مواقف أحسب أن إعادة تدويرها وقد ولدت من رحم الحقيقة من الأهمية بمكان لأنها الحقائق وحدها تبقى خالدة معززة، مكرمة عبر العصور.

يقول الزميل الكاتب «أحمد السيد عطيف» في عموده «زجاج» بجريدة الوطن «استوقفت دوريات الأمن شابا وبرفقته زوجته، فتح رجل الأمن باب سيارة الشاب ومد يده مباشرة تحت المقعد الخلفي واستخرج المادة المخدرة»، أخذت القضية مجراها وتحمل الشاب الفاجعة بأبعادها فدية لتحرير زوجته من وزر القضية، التي لا ذنب لأي منهما بها كما تؤكد النهايات.

خلص الحكم في القضية إلى سجن الشاب المعلم خمس سنوات مع طرده من العمل. قلب الأم حرك أقدامها في كل ناحية وصوب، تذرع أرض «جازان الأبية» وتطرق الأبواب في كل مكان مفجوعة مكسورة.

الخلاصة، عبر أيام السجن تعرف الشاب على سجين يمني لحق به إلى السجن بعد سنة، نمت الصداقة بينهما، اعترف الأخير بتدبيره القضية مع آخرين لأسباب كيدية نظير مبلغ مالي وأشر على الأشرار.... وقد انتهى بهم المطاف في النهاية إلى حيث يستحقون.

استأنف الشاب الحكم.. وجاءت الأوامر من الرياض بترتيب سفر الشاب المظلوم وتحديد موعد له بمكتب ولي العهد حينذاك الأمير «عبدالله بن عبدالعزيز».

يقول الكاتب - عطيف، بعد عودة الشاب من الرياض «دخل عليّ في مكتبي بالمتابعة الإدارية لإنهاء إجراءات عودته للعمل ..، أخبرني كيف بادره وليّ العهد قائلا: أنت مظلوم يا ولدي، ونحن نأسف، ولا يرضينا هذا، والذين ظلموك ستجد خبرهم قبلك إن شاء الله. قال وحين انصرفت ناداني: تعال، تعال فرجعت ووقفت أمامه، قال لي: أمّك، أمّك انتبه لها واحرص على طاعتها، ترى الله استجاب لها ويسر أمرك».

تختنق حناجر الأقلام أمام هذا الموقف، وتنتهي المحابر في قبضة الرحيل المر. رحمة الله عليك يا عبدالله بن عبدالعزيز.