25 يوما من فقدان الوعي سبقت وفاة المنصور
الخميس - 06 أكتوبر 2016
Thu - 06 Oct 2016
لا يمكن الجزم بطبيعة الشعور الذي عاشه رواد أدبي الرياض في اليوم الأول بعد غياب صالح المنصور عن الفعاليات، غير أن شيئا واضحا كان ينقص الفعاليتين اللتين أقيمتا مساء الثلاثاء، وهما ندوة القصة والرواية لعبدالحفيظ الشمري، والحلقة الفلسفية للدكتور عبدالرحمن الحبيب، حيث كان المثقفون في الندوتين يخرجون لمنطقة الاستراحة الخارجية للحديث عنه، فكان أشبه بفعالية مصاحبة وحيدة في ذلك المساء.
«مكة» سألت عن ملامح الحضور الأخير للرجل في أروقة نادي الرياض الأدبي، حيث يؤكد الموظفون ـ وهم الأكثر احتكاكا به من بقية المثقفين- أن آخر زياراته للنادي تعود إلى ما قبل إجازة عيد الأضحى، على الرغم من أنه اعتاد زيارته بشكل يومي حتى دون وجود فعاليات فيه، فيما بعد اتضح أن الحادث قد حصل قبل أكثر من 25 يوما، وأن المنصور بقي في غيبوبة لأيام عدة قبل أن ينتقل إلى رحمة الله.
مساء الثلاثاء في النادي بقي الكرسي البلاستيكي الخارجي الذي اعتاد الجلوس عليه خاليا هذه المرة من جلسته المفرطة الأريحية، حيث كان يقضي وقتا طويلا في الأحاديث الجانبية مع الأدباء أو الزوار، في وقت لا يمكن فيه تحديد شخص بعينه كطرف محتمل لهذا الحوار، فالمنصور يدرك أن الجميع تقريبا يحب الحديث معه، دون أن يرهق نفسه في معرفة سبب ذلك.
يروي المهندس يعرب خياط أنه لم يكن يعرف (الشيوعي الأخير) عن قرب، لكنه يتذكر جيدا الندوة التي طلب فيها المداخلة ولم يسمح له بإكمالها، ليضطر بعدها لمغادرة القاعة، وحينها صادف أحد الكتاب الصحفيين الذي خرج لبعض الوقت، ليدور بينهما حوار مطول، وحينها قال الصحفي الذي لم يعد مجددا للندوة، «كانت جلستي مع المنصور أكثر فائدة منها»!
هذه العبارة دفعت خياط، والذي يتولى دور التنسيق لعدد من الملتقيات الثقافية، أن يجلس مع المنصور في وقت لاحق ويتعرف على أطروحاته التي تبدو غريبة، يعلق «لقد كان صاحب قضية يخلص لها، وعدته بتخصيص ندوة يسمح له فيها بالحديث عما يريد، وكان سعيدا بذلك، مرت الأيام وكان هذا آخر عهدي به. رحمه الله»
من جانبه يرى صالح الخليفة، وهو أحد الذين اقتربوا كثيرا من المنصور، أن الرجل كان حالة عاطفية حتى فيما يتعلق بطروحاته الفكرية، فهو لا يبدو متعمقا بشكل كبير فيما يقوله، ولكنه يقوله بإيمان تام، كما يتذكر مواقف عدة، من أبرزها أنه كان حريصا على منح بقايا ضيافة الندوات إلى العمال.
في فقرته الدائمة كان يصر على أن يردد «حببت الناس والأجناس والدنيا التي يسمو على لذاتها الحب للناس»، ويستغرق الأمر وقتا أكثر من المخصص له على نحو يحرج مديري الندوات، حتى يتم أخذ مكبر الصوت منه، وهو يبتسم متفاعلا مع الابتسامات التي تحيطه حينها.. عادة تغيرت فقط في العام الماضي، حيث بدت مداخلاته ملتزمة بالوقت، وفي إطار الموضوع.
ذكريات عدة ارتبطت بالشيوعي الأخير، الذي لا يكاد يتحدث إلا مبتسما، وينفجر بالضحك بينما يلقي أبياته النبطية في أروقة لقاءات المثقفين على هامش الجنادرية ومعرض الكتاب، وفي فترة قريبة قبل تاريخ رحيله كان يرفض أن يخبر أحدا بعمره الحقيقي، مفضلا على ذلك أن يقول (عمري 800 سنة!)
«مكة» سألت عن ملامح الحضور الأخير للرجل في أروقة نادي الرياض الأدبي، حيث يؤكد الموظفون ـ وهم الأكثر احتكاكا به من بقية المثقفين- أن آخر زياراته للنادي تعود إلى ما قبل إجازة عيد الأضحى، على الرغم من أنه اعتاد زيارته بشكل يومي حتى دون وجود فعاليات فيه، فيما بعد اتضح أن الحادث قد حصل قبل أكثر من 25 يوما، وأن المنصور بقي في غيبوبة لأيام عدة قبل أن ينتقل إلى رحمة الله.
مساء الثلاثاء في النادي بقي الكرسي البلاستيكي الخارجي الذي اعتاد الجلوس عليه خاليا هذه المرة من جلسته المفرطة الأريحية، حيث كان يقضي وقتا طويلا في الأحاديث الجانبية مع الأدباء أو الزوار، في وقت لا يمكن فيه تحديد شخص بعينه كطرف محتمل لهذا الحوار، فالمنصور يدرك أن الجميع تقريبا يحب الحديث معه، دون أن يرهق نفسه في معرفة سبب ذلك.
يروي المهندس يعرب خياط أنه لم يكن يعرف (الشيوعي الأخير) عن قرب، لكنه يتذكر جيدا الندوة التي طلب فيها المداخلة ولم يسمح له بإكمالها، ليضطر بعدها لمغادرة القاعة، وحينها صادف أحد الكتاب الصحفيين الذي خرج لبعض الوقت، ليدور بينهما حوار مطول، وحينها قال الصحفي الذي لم يعد مجددا للندوة، «كانت جلستي مع المنصور أكثر فائدة منها»!
هذه العبارة دفعت خياط، والذي يتولى دور التنسيق لعدد من الملتقيات الثقافية، أن يجلس مع المنصور في وقت لاحق ويتعرف على أطروحاته التي تبدو غريبة، يعلق «لقد كان صاحب قضية يخلص لها، وعدته بتخصيص ندوة يسمح له فيها بالحديث عما يريد، وكان سعيدا بذلك، مرت الأيام وكان هذا آخر عهدي به. رحمه الله»
من جانبه يرى صالح الخليفة، وهو أحد الذين اقتربوا كثيرا من المنصور، أن الرجل كان حالة عاطفية حتى فيما يتعلق بطروحاته الفكرية، فهو لا يبدو متعمقا بشكل كبير فيما يقوله، ولكنه يقوله بإيمان تام، كما يتذكر مواقف عدة، من أبرزها أنه كان حريصا على منح بقايا ضيافة الندوات إلى العمال.
في فقرته الدائمة كان يصر على أن يردد «حببت الناس والأجناس والدنيا التي يسمو على لذاتها الحب للناس»، ويستغرق الأمر وقتا أكثر من المخصص له على نحو يحرج مديري الندوات، حتى يتم أخذ مكبر الصوت منه، وهو يبتسم متفاعلا مع الابتسامات التي تحيطه حينها.. عادة تغيرت فقط في العام الماضي، حيث بدت مداخلاته ملتزمة بالوقت، وفي إطار الموضوع.
ذكريات عدة ارتبطت بالشيوعي الأخير، الذي لا يكاد يتحدث إلا مبتسما، وينفجر بالضحك بينما يلقي أبياته النبطية في أروقة لقاءات المثقفين على هامش الجنادرية ومعرض الكتاب، وفي فترة قريبة قبل تاريخ رحيله كان يرفض أن يخبر أحدا بعمره الحقيقي، مفضلا على ذلك أن يقول (عمري 800 سنة!)