العالم يتحدث اللغة العربية

الخميس - 06 أكتوبر 2016

Thu - 06 Oct 2016

اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، إنها جزء من الحياة والذاكرة والتفاصيل والمكان، وإنه يمكن التغاضي عن حالة الزهو إذا ما تعلق الأمر باللغة، وهذا يوضح عدم ضرورة الحاجة لتبرير حتى يتحدث شعب ما عن لغته، ويحتفي بها في أي وقت.



هنا نحتفي بلغتنا العربية

تصنف اللغة العربية كلغة سائدة ومتسيدة للتواصل خلال العصر الذهبي الإسلامي، فقد استخدمت اللغة العربية في العلم والشعر والأدب والفن وعند الحكومات.

كما ساهمت حركة الترجمة الكبيرة للكتب القديمة، في العلوم، والفلسفة، والآداب، من اللغات اليونانية، والرومانية، إلى اللغة العربية في استمرارية تألق اللغة العربية في العالم القديم

.هنا اقتباس من مقدمة كتاب "تاريخ العلوم" لـ جورج سارتون:

"من النصف الثاني للقرن الثامن وحتى نهاية القرن الحادي عشر، تعتبر اللغة العربية هي اللغة العلمية للبشرية. فحين نضج الغرب وشعروا بالحاجة إلى معرفة أعمق توجهوا إلى المصادر العربية، وليست اليونانية."

ومن الجوانب التي جعلت اللغة العربية لغة عالمية للابتكار والإبداع خلال العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، هو ما أشار إليه موقع 1001inventions في اليوم العالمي للغة العربية:



1 اللغة العربية لغة العلوم:

قبل ألف عام بلغت الاكتشافات، والابتكارات، والبحوث، ذروتها في العصر الذهبي، فكانت تلك الفترة تتصف بالتعطش للمعرفة، وقد لعب حكام بغداد دورا رئيسا في جمع المعارف القديمة المترجمة إلى العربية من اليونان وروما والصين وبلاد فارس والهند وأفريقيا.



بعد ذلك قاموا ببناء مجموعة علمية وأكاديمية تختص بالعلوم، لتصبح مكانا خصبا للعلماء، ولأشهر المترجمين والمؤلفين والأدباء والمهنيين، وذلك في مجالات الفنون والحرف اليدوية.

يثبت ما سبق ما كتبه "بريان ويتاكر" في صحيفة الجارديان:

"كان بيت الحكمة في بغداد مركزا منقطع النظير لدراسة العلوم الإنسانية، والعلوم بما في ذلك الرياضيات والفلك والطب والكيمياء وعلم الحيوان والجغرافيا. واستنادا على النصوص الفارسية والهندية تمكن العلماء من جمع أكبر قدر من المعرفة على مستوى العالم، وبنوها من خلال اكتشافاتهم الخاصة."

كما برز عدد كبير من العلماء مثل: ابن الهيثم، الصوفي، ابن سينا، الرازي، الخوارزمي، الكندي، الجاحظ، والكثيرون ممن أثروا بقوة على أعمال الأجيال القادمة.



2 اللغة العربية لغة النجوم:

شهد علم الفلك تقدما كبيرا خلال العصر الذهبي للإسلام، فقد صنعت اكتشافات علماء الفلك عهدا جديدا في هذا العلم بتسجيل "أول نظام للنجوم خارج مجرتنا"، كذلك اكتشاف "الحركة غير المتساوية للقمر"، وتطوير معدات ساهمت في إرساء أساس علم الفلك في العصر الحديث.

وفي القرن التاسع ترجم كتاب "المجسطي" للعالم الإغريقي "بطليموس" إلى اللغة العربية، واستخدمت الأوصاف العربية للنجوم كأسماء لها على نطاق واسع حتى بعد الترجمات العديدة إلى اللغة اللاتينية.

كما تحمل العديد من النجوم البارزة اليوم أسماء من أصل عربي، منحت لها في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية.



3 اللغة العربية لغة الجمال، والفنون:

عرفت عبقرية الحضارة الإسلامية حول العالم من خلال الفن، ففي ذلك العصر توجه الفنانون المسلمون إلى تسخير إبداعاتهم لإظهار أفكارهم الداخلية، من خلال رسم سلسلة من الأشكال المجردة، وإنتاج أعمال فنية مذهلة.

وارتبط الخط العربي في كثير من الأحيان بالأشكال الهندسية والطبيعية، فقد صنف الخط العربي كأحد أشكال الفنون الزخرفية في الثقافة الإسلامية، كما يرى الباحثون أن تطور الخط العربي يوضح مدى أهمية اللغة العربية في الإسلام.



4 اللغة العربية لغة الشعر:

بلغ الشعر قوته وقمة وهجه في التراث العربي، حيث تكيفت اللغة العربية مع مختلف طرق استخدامها نظرا لقوتها. كما ازدهرت القصائد بعدما استخدمها العلماء في التعليم مثل: ابن سينا، وابن ماجد.

وتناول الشعر العربي جوانب أخلاقية، وإنسانية، واجتماعية.



5 اللغة العربية لغة الأدب:

منذ القدم عرف العرب بمثالية لغتهم كونها دقيقة، وواضحة، وبليغة، ومما أثبت ذلك نزول القرآن الكريم بها.

على مدى 14 قرنا تم اعتماد القرآن كمعيار ثابت في البلاغة، وازدهر كذلك النثر مع الجاحظ وكتابه "البخلاء"، الذي صور النفس البشرية بنظرة ثاقبة، وبجانبه أدباء آخرون كالمتنبي، المعري، ياقوت الحموي، ابن حازم الأندلسي، ابن طفيل.



اليوم العالمي للغة العربية:

اعتمد المجلس التنفيذي لليونيسكو في دورته الـ190، قرارا للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وذلك في 18 ديسمبر من كل عام.

كما تسعى المبادرة الجديدة التي اقترحتها دولتا المغرب والسعودية، إلى تعزيز التعدد اللغوي، والتنوع الثقافي، والمساهمة في حماية حضارة الإنسان وثقافته.

ويؤكد القرار ضرورة التعاون بين الشعوب خلال التعدد اللغوي، والتقارب الثقافي، والحوار بين الحضارات.