عبدالله المزهر

إني متفائل فافعلوا..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 05 أكتوبر 2016

Wed - 05 Oct 2016

يلعب منتخبنا الوطني مباراة مهمة ضمن تصفيات كأس العالم، والحق أني متفائل بنتيجة جيدة في هذه المباراة رغم صعوبة المنافس، ولا أعلم هل أني متفائل لأنه يجب أن أتفاءل أم لأن رصيدي من التشاؤم قد نفد في الأسبوع الماضي.



ومع أن الحديث عن كرة القدم في مثل هذه الأوضاع غير المفهومة يبدو ترفا غير مبرر لدى كثير من الخلق، إلا أن الذين يعشقون كرة القدم يرون فيها ما هو أكبر من أن تكون مجرد ترفيه.



وجرت العادة منذ أن اخترعت هذه المستديرة أن جل عشاقها من الفقراء، وأفضل نجومها وأساطيرها خرجوا من الأزقة والأحياء الفقيرة. هي لعبة الشعوب، يتابع أخبارها الموظف البسيط والطالب وحتى الجندي في الجبهة يقتطع من وقته «الأثمن» ليعرف نتيجة فريقه المترف!



في هذا العصر سرق الأغنياء لعبة الفقراء، كرة القدم تتحول تدريجيا إلى لعبة المتخمين، تتحول من كونها اللعبة الشعبية لدى شعوب الأرض، إلى أحد أذرع الرأسمالية والهوس المالي.



بالطبع وفي هذا السياق فإن مباراة المنتخب لن تكون منقولة ومتاحة للمشاهدة لمن لم «يدفع» اشتراكا ما في مكان ما لتاجر ما يرى أن مشاهدتك لمنتخب بلادك أو فريقك لا بد أن تمر عبر جيبه أولا.



ويقال إن مباريات الدوري السعودي هي الأخرى في طريقها للتشفير، لتعود مشاهدتها في التلفزيون حكرا على ميسوري الحال، أما أنا وأمثالي فسنطفق في النت نبحث عن روابط نقل مجانية حتى نقنع أنفسنا أن كرة القدم ما زالت لعبة «الناس».



وعلى أي حال..

سنشجع منتخبنا ونفرح بفوزه المتوقع، وسنفعل ذلك حتى في هذا العصر الذي يتحول فيه الناس إلى أرقام تزيد من أرصدة «المتغولين» الذين يعتقدون أن «البشرية» مجرد زبائن محتملين.