ناصر محمد الجهني

معرض الكتاب: دولي الاسم.. محلي الهوية

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016

Tue - 04 Oct 2016

لم أقم بزيارة معارض الكتب في السعودية سوى مرتين حتى الآن. الأولى كانت لمعرض الرياض الدولي للكتاب في أواخر الثمانينات أو بداية التسعينات الميلادية، لا أذكر بالضبط، والثانية كانت العام الماضي لمعرض جدة الدولي للكتاب. وقد أسفت على وقتي الذي أضعته في كل منهما..



كان الجيد من دور النشر لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، أما الباقي منها فقد كانت دور نشر تقليدية معظمها مختص بالكتب التراثية وبعضها هو قرطاسية أكثر منه دار نشر. دور النشر الجيدة كانت تعرض عددا محدودا جدا من كتبها الجيدة، والباقي قدموا مختلف الأعذار لعدم وجوده ضمن معروضهم والتي كان أبرزها عدم حصولهم على فسح من وزارة الثقافة والإعلام لدخولها، علما بأن معظم - إن لم يكن كل - الكتب المنشورة في العالم أصبحت موجودة على الانترنت.





كان الغالب الأعم من الكتب المعروضة تراثية تجدها في أقرب قرطاسية وفي مكتبات التراث المنتشرة حول الجامعات والجوامع. هذه الوفرة وهذا الانتشار لكتب التراث يجعلان من غير الضروري حشرها مع منشورات دور النشر المتخصصة والتي يصعب الحصول عليها في المكتبات المحلية. كان من الأفضل حصر المشاركة في معارض الكتب في غير المحلي المنتشر.



كتب الطبخ كانت هي الأخرى تحتل نصيبا كبيرا من مساحة معارض الكتب لدينا. وما رأيته من تهافت على كتب الطبخ من قبل زوار المعرض يؤكد على خلط البعض وإدراكهم للجزء الأول فقط من عبارة (الغذاء الفكري) المتداولة في دعايات المعارض وبين ردهاتها.. هذه الكتب والمتوفرة أيضا حتى في محلات بيع الأواني المنزلية لم يكن من الضروري حشرها هي الأخرى في مساحة المعرض الضيقة أصلا.



بعض دور النشر المشاركة كانت رثة المعروض، هزيلة الإنتاج، سيئة العرض لدرجة أنك نادرا ما ترى أحدا من الزوار يتوقف عندها أو يسأل عن كتب لديها.. تلك كان من الضروري إلزامها بمعايير عرض تليق بالمعرض وزواره. وما دامت محدودة الإنتاج كان من الأولى دمج عدد منها في موقع واحد، فليس من الإنصاف مساواة تلك الدور المتواضعة بدور نشر عملاقة كدار الساقي مثلا، وإعطاؤها نفس المساحة أو نصفها أو حتى ربعها.



وعلى الرغم من تطور التقنية وانتشار الانترنت واعتماد وتوسع النشر الالكتروني فقد كان وجود دور النشر الالكتروني والجهات العاملة في تقنية هذا النوع من النشر ضعيفا جدا مقارنة بسبل النشر التقليدية. لم يعط النشر الالكتروني حظه ونصيبه المعادل لأهميته وتطوره وتوسعه وانتشاره في معارض الكتب هنا. كنت آمل بوجود مساحة أكبر بكثير مما وجدت، لكن يبدو أن غلبة التراث لم تنحصر في المعروض من الكتب فقط.



وللجوانب الأخرى في معارض الكتب بقية من حديث..

[email protected]