هبة قاضي

سنة خضرة

دبس الرمان
دبس الرمان

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016

Tue - 04 Oct 2016

كانت جلسة توجيه Coaching (جلسة مع مختص يقوم بتحفيز وعيك، ودفعك لإيجاد الحلول والخطط لنفسك من خلال مجموعة من الأسئلة الذكية) واضحة الهدف من البداية. فأنا أرغب في تحقيق مجموعة من الأهداف في عدة مجالات في حياتي. بعد أن رصصت أهدافي، سألني الموجه (هل تعتقدين أن هناك شيئا آخر قد يعوق تحقيقك لأهدافك) لأجد نفسي وببساطة شديدة ودون تفكير عميق أخط على الورقة أمامي رسما رمزيا لعائق صغير اعتبرته تافها ولم أعره أي اهتمام من قبل.



وكانت لحظة الوعي حين نبهني الموجه لأن هذا العائق الذي اعتبرته غير مهم لأنه يتعلق بذاتي وراحتها النفسية، قد يكون هو المسبب الرئيسي لعرقلة جميع أهدافي.



من المثير للعجب كيف أننا أحيانا نحسب أننا نعرف بالضبط ماذا نحتاج وماذا علينا فعله في سعينا للتحسن والتطور. لنفاجأ بعد مجموعة من الإخفاقات، وجرعات جلد الذات، أن تشتتنا وترددنا وحيرتنا وبداياتنا المتعددة التي لا نكملها، وخططنا التي نضعها ولا نتبعها، وخيبة أملنا في أشياء لم تحقق لنا ما كنا نتوقعه، قد لا يكون مردها فقط إلى الكسل، التسويف، ضيق الوقت، عجز الميزانية، عدم الرغبة في الالتزام، أو سوء التخطيط والاختيار. بل ربما قد يكون السبب ببساطة شيء أعمق، أكثر تجذرا، ويتعدى مستوى وعيك بمراحل. فتجد نفسك بعد أن كتبت كل أهدافك في قوائم مرتبة وجميلة وبدأت في وضع تواريخ أيام تحقيقها، وزينت حواف صفحتك بالعبارات التشجيعية والتحفيزية التي يتناقلها الناس في فضاء التواصل الاجتماعي، وشحنت نفسك بمتابعة مجموعة من المحفزين الذين يغدقون عليك بالتوجيه والنصائح عن عادات الناجحين وأسباب النجاح، تجد نفسك بعد فترة تفقد الحماس، تضيع الطريق، وتنخرط في روتين حياتك اليومية، وربما لا تنخرط في شيء أصلا غير الفراغ والخواء الذي يعود فيمد لسانه لك شامتا في كل جهودك.



مهما كان عمرك، وضعك الاجتماعي، حالتك النفسية، فكل ما عليك ببساطة شديدة هو التأمل في حياتك الآن مع الاقتناع بأنك شخص سوي، مفطور على الإبداع، الإنجاز والسعادة. واسأل نفسك مباشرة (تراه ما الذي يمنعني من الوصول إلى حالة الاكتفاء والسعادة؟) ضع أمامك ورقة وقلما واسمح لنفسك بأن تتحدث بصراحة معك ربما للمرة الأولى في حياتكما. وربما قد تضع غرورك وكبرياءك الزائف جانبا، لتحجز موعدا مع موجه Coach أو مختص يساعدك ويأخذ بيدك إلى تلك البقع في داخلك التي تكتنز بكل الحقائق، الإجابات والحلول. فالحياة أثبتت أن أولئك الذين لا يجدون غضاضة في السؤال عن الاتجاه، ترتفع احتمالية وصولهم للوجهة. وأما أولئك الذين يستكبرون على طلب المساعدة فقد يموتون أحياء.