أدوار المثقفين تختلف باختلاف الظرف والزمان
الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016
Tue - 04 Oct 2016
توالت الردود على هاتفي المسكين من أعداد كبيرة من الأصدقاء والزملاء حيال مقالي (أوامر ملكية تدعونا نقطة للتقدم)، والذي حاولت فيه أن أضع رؤية مناسبة للزمان، وتصرفا عقلانيا نتوقعه من كل محب لوطنه، التي تمر بظروف عسيرة في هذه الفترة، مما يستلزم منا أن نكون يدا واحدة، وأن لا نحاول تضخيم المشاكل، أو دفعها لجهات عكسية، بعصبية وعدم تفهم.
وكانت أكثر تلك الردود على مقالي طيبة، ولو أن الأمر لم يخل من انتقادات أقدر حق أصحابها في الاختلاف؛ وكان أحدها قوي اللهجة يقول فيه صاحبي: مقالتك الأخيرة غير مقنعة للأسف، وأنت تذكرني بالكاتب السياسي، الذي أراد أن يكتب عن الرياضة حتى لا يكون مكان عموده الصحفي فارغا في هذا اليوم!.
وأنا أعرف أنه يتكلم من حس وطني أعرفه جيدا منذ عقود، ومن مشاعر حماس شباب لم تغادره يوما، لذلك فقد حاولت أن أوضح له رأيي حيال تنوع أدوار المثقفين عندما تمر بلدانهم بأي أزمة، بسيطة كانت أو كبيرة.
فمنهم:
1. مثقف معروف عنه طبع النفاق والتطبيل دون وعي، وهذا أمره موكول لخالقه.
2. مثقف يعرض عن الكلام، فتتحول مقالاته في أوقات الأزمات، إلى مواضيع فكرية أو حياتية أو أدبية بعيدة كل البعد عن الواقع، فكأنه غائب عن الوعي.
3. مثقف يستغل الفرصة السانحة للبروز، ويتناول القضية بنوع من الحماس الزائد، فيكتب فيما يضر بوطنه وحكومته في هذا التوقيت الصعب، وفيما يؤجج القراء، ويؤازر الأعداء، ويجعل الأمر يغدو متلبسا بكثير من المؤامرات، والخيانات الوطنية، والتشكيك في حقيقة الظروف، التي يمر بها الوطن، مما قد يجعل اسمه لامعا، ولكن قضيته تظل خاسرة، أيا كانت نتائج تهييجه للشارع، وبمعلومات قد تكون ظنية ومنقوصة.
4. المثقف الذي يسعى للخير، وتوطين السكينة، ويحاول أن يرى بصيص النور، ولو في آخر النفق المظلم، فيمسك بالعصا من المنتصف، ولا يستدعي فوضى الشارع، ولا يبتعد كثيرا عن الحقائق، ويحاول صياغتها على شكل متأمل للمستقبل، ويحذر من الإشاعات المغرضة، ويستنهض وطنية الجميع، وهذا ما قصدته في مقالي، بالإضافة إلى النظر لزوايا لا تزال مضيئة، رغم أن الأوامر الملكية قد أشعرت الكثير بالخوف، خصوصا مع نقص تفاصيل كثير مما يحدث لديهم.
وقد أوضحت أن هذه الأوامر موقتة حتى تمر بلادنا من عنق الزجاجة، وأنها لا تضر بالمواطن البسيط، بقدر ما تعيد ضبط الهدر المالي الحاصل في كثير من المناصب العليا، وما يتبعها من بطانات كانت تستفيد كثيرا بمخصصات مهدرة، ودون أي قيود.
وقد سألت صديقي عما استفدناه من كتابات البعض، ممن جعل يلوم ويبكي ويلطم مما حصل، وكأنه في مأتم.
الحمد لله، فبلدنا ما زالت متماسكة، وما زلنا نتأمل في حل المشكلة اليمنية بأسرع وقت، ونتأمل أن يرتفع سعر البترول، وأن تتغير طبيعة السعوديين مؤسسات وأفرادا لفهم وتخطي المرحلة القادمة، والتحول العظيم من الوظائف الإدارية الروتينية، إلى الحرفة، والتخصص، وتعبئة سوق العمل بالمبدعين والمنتجين، من أبناء الوطن.
خطوات كثيرة لا بد أن نعايشها، وأن نكون على قدر المسؤولية فيها، وأن نتحفز لقفزة للأمام تأخرت كثيرا.
[email protected]
وكانت أكثر تلك الردود على مقالي طيبة، ولو أن الأمر لم يخل من انتقادات أقدر حق أصحابها في الاختلاف؛ وكان أحدها قوي اللهجة يقول فيه صاحبي: مقالتك الأخيرة غير مقنعة للأسف، وأنت تذكرني بالكاتب السياسي، الذي أراد أن يكتب عن الرياضة حتى لا يكون مكان عموده الصحفي فارغا في هذا اليوم!.
وأنا أعرف أنه يتكلم من حس وطني أعرفه جيدا منذ عقود، ومن مشاعر حماس شباب لم تغادره يوما، لذلك فقد حاولت أن أوضح له رأيي حيال تنوع أدوار المثقفين عندما تمر بلدانهم بأي أزمة، بسيطة كانت أو كبيرة.
فمنهم:
1. مثقف معروف عنه طبع النفاق والتطبيل دون وعي، وهذا أمره موكول لخالقه.
2. مثقف يعرض عن الكلام، فتتحول مقالاته في أوقات الأزمات، إلى مواضيع فكرية أو حياتية أو أدبية بعيدة كل البعد عن الواقع، فكأنه غائب عن الوعي.
3. مثقف يستغل الفرصة السانحة للبروز، ويتناول القضية بنوع من الحماس الزائد، فيكتب فيما يضر بوطنه وحكومته في هذا التوقيت الصعب، وفيما يؤجج القراء، ويؤازر الأعداء، ويجعل الأمر يغدو متلبسا بكثير من المؤامرات، والخيانات الوطنية، والتشكيك في حقيقة الظروف، التي يمر بها الوطن، مما قد يجعل اسمه لامعا، ولكن قضيته تظل خاسرة، أيا كانت نتائج تهييجه للشارع، وبمعلومات قد تكون ظنية ومنقوصة.
4. المثقف الذي يسعى للخير، وتوطين السكينة، ويحاول أن يرى بصيص النور، ولو في آخر النفق المظلم، فيمسك بالعصا من المنتصف، ولا يستدعي فوضى الشارع، ولا يبتعد كثيرا عن الحقائق، ويحاول صياغتها على شكل متأمل للمستقبل، ويحذر من الإشاعات المغرضة، ويستنهض وطنية الجميع، وهذا ما قصدته في مقالي، بالإضافة إلى النظر لزوايا لا تزال مضيئة، رغم أن الأوامر الملكية قد أشعرت الكثير بالخوف، خصوصا مع نقص تفاصيل كثير مما يحدث لديهم.
وقد أوضحت أن هذه الأوامر موقتة حتى تمر بلادنا من عنق الزجاجة، وأنها لا تضر بالمواطن البسيط، بقدر ما تعيد ضبط الهدر المالي الحاصل في كثير من المناصب العليا، وما يتبعها من بطانات كانت تستفيد كثيرا بمخصصات مهدرة، ودون أي قيود.
وقد سألت صديقي عما استفدناه من كتابات البعض، ممن جعل يلوم ويبكي ويلطم مما حصل، وكأنه في مأتم.
الحمد لله، فبلدنا ما زالت متماسكة، وما زلنا نتأمل في حل المشكلة اليمنية بأسرع وقت، ونتأمل أن يرتفع سعر البترول، وأن تتغير طبيعة السعوديين مؤسسات وأفرادا لفهم وتخطي المرحلة القادمة، والتحول العظيم من الوظائف الإدارية الروتينية، إلى الحرفة، والتخصص، وتعبئة سوق العمل بالمبدعين والمنتجين، من أبناء الوطن.
خطوات كثيرة لا بد أن نعايشها، وأن نكون على قدر المسؤولية فيها، وأن نتحفز لقفزة للأمام تأخرت كثيرا.
[email protected]