من هم أصدقاؤنا؟
الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016
Tue - 04 Oct 2016
قبل أيام وجه بعض المسلمين لنا تهمة مذهبية وموقفا متشددا في تفسير الدين، وهي تهمة لا نشك أنها ظالمة وقاسية، والأقسى أن تكون من رجال دين من ديننا، ومن قومنا وأهلنا، ومن كنا معهم في البأساء والضراء، وقد أشرت إلى هذا في مقال سابق ورجوت أن يكون رد فعلنا هو البحث في موضوعية وصبر وتحمل أيضا لما نسب لنا من شطط في التفسير الذي نفهمه لبعض المختلف فيه من اجتهادات العلماء التي ليست من أصل الدين ولا من ثوابت العقيدة، وإنما هي من آراء الفقهاء ومما يجوز الاختلاف فيه، والأولى النظر والتصحيح فيما رأوا، أو بيان الحجة لهم على الطريق المستقيم الذي نحتكم إليه جميعا في خلافنا واجتهاداتنا.
اليوم تواجه المملكة ضمنيا نوعا آخر من العدوان والاتهام الباطل، وقضية أكبر وأخطر من كل ما سبق أن واجهتنا به الأحداث، يخطط لها ويغذيها من الخارج الحليف الأقوى الذي تربطنا به عقود من تبادل المصالح والعلاقات الاقتصادية والسياسية العميقة، دامت طويلا ولكنها تمر بأخطر مراحلها، ولا غرو فالعلاقات الدولية تبنى على المصالح، وتعتريها كثير من التغيرات والتقلبات حسب الظروف التي تحدث بين فينة وأخرى، وتواجه هذه العلاقات تأزما وتغيرا وتحولات كبيرة في كل الأشياء، وما قانون جاستا الذي صدر قبل أيام إلا مثال حي لما تمثله المصالح وتقلبات المواقف.
حزم أصدقاؤنا أمرهم على تغليب مصالحهم واسترضاء شعبهم، وأعلنوا حربا من نوع جديد هي حرب يفتحون فيها أبواب القضاء لمحاكمة الدول التي يسمونها راعية للإرهاب، ورغم أن القانون لا يحدد هذه الدول ولا يعينها، ولكنه في كل حال يطبق المثل العربي المعروف إياك أعني واسمعي يا جارة.
لتعنِ أمريكا بقانونها من شاءت من الدول والأشخاص والجمعيات والجماعات، أما نحن فليس علينا البحث عن أصدقاء جدد، ولا حتى قطع علاقاتنا بأصدقائنا القدامى، ولكن علينا البحث عن أصدقاء لا يغيرهم الزمن، ولا تكون صداقاتهم على المصالح الوقتية التي قد تكون اليوم غيرها بالأمس، علينا بناء الصداقة المتينة والحلف الدائم، ليست صداقة أمريكا ولا غيرها من الدول، الحلف الذي سيبقى ويدوم ولن تغيره الأحداث، هو حلفنا مع قضايانا الداخلية، حلفنا مع بناء قوتنا الذاتية، والاعتماد على قيمنا وإمكاناتنا الوطنية، ورص صفوفنا في وحدة الرأي والهدف والمصالح المشتركة العلياء، والإصلاح الشامل في كل مؤسساتنا وأولها وأهمها الاقتصادية والأمنية والعسكرية، وقبل ذلك وبعده بناء اللحمة الوطنية الصلبة في الداخل.
ومع ذلك يجب أن نبين ما نحن عليه من الحق، وننفي ونشدد النفي وننكر ونشدد الإنكار على من يتهمنا أو ينال منا ومن مواقفنا من الإرهاب، وهو أمر حسن بل هو طبيعة البشر حين لا يعترفون بالنقص ولا التقصير فيما يفعلون وما يقولون، وهذا حق من حقوق النفس أن تدفع الخطأ عنها وتبعده من جانبها، ولا يلام على ذلك أحد. ولكن مع هذا التسليم بالحق والدفاع عن النفس مهما كانت التهمة أو الدعوى في التقصير فإن من الحزم أن نعرف أين يكون موقع دفاعنا وموضع حجتنا فليست الصحافة السعودية ولا المواطن السعودي هومن نخاطبه ونبين له براءة جانبنا.
مكان جهادنا ودفاعنا عن حقنا وبيان رؤيتنا ضد الإرهاب وحربنا عليه ونجاحنا في كبحه قبل أحداث سبتمبر وبعده والضرر الذي أصابنا من أفعال الإرهابيين قبل أن يصيب غيرنا، مكانه حيث تكون الخصومة قائمة في أمريكا نفسها في صحافتها وفي إعلامها وفي مراكز التأثير فيها، ذلك هو المكان المناسب، ويجب أن نتوجه بخطابنا إلى هناك، وأمامنا وقت كاف للمواجهة الإعلامية والقانونية بشرط أن نختار الرجال القادرين على مخاطبة القوم باللغة التي يفهمونها والحجج التي يعرفونها ويقرؤونها، وليس أولئك الذين يهونون الأمر ويلقون بالتبعات على الآخرين ويوجهون خطاباتهم إلينا بدل أن يخاطبوا خصومنا، نقل الدفاع الإعلامي والقانوني إلى أمريكا هو الأولى، وهو ما يجب أن نقوم به وأن نختار الرجال الأكفاء الذين يملكون ناصية القول وإبراز الحجة الأقوى.
[email protected]
اليوم تواجه المملكة ضمنيا نوعا آخر من العدوان والاتهام الباطل، وقضية أكبر وأخطر من كل ما سبق أن واجهتنا به الأحداث، يخطط لها ويغذيها من الخارج الحليف الأقوى الذي تربطنا به عقود من تبادل المصالح والعلاقات الاقتصادية والسياسية العميقة، دامت طويلا ولكنها تمر بأخطر مراحلها، ولا غرو فالعلاقات الدولية تبنى على المصالح، وتعتريها كثير من التغيرات والتقلبات حسب الظروف التي تحدث بين فينة وأخرى، وتواجه هذه العلاقات تأزما وتغيرا وتحولات كبيرة في كل الأشياء، وما قانون جاستا الذي صدر قبل أيام إلا مثال حي لما تمثله المصالح وتقلبات المواقف.
حزم أصدقاؤنا أمرهم على تغليب مصالحهم واسترضاء شعبهم، وأعلنوا حربا من نوع جديد هي حرب يفتحون فيها أبواب القضاء لمحاكمة الدول التي يسمونها راعية للإرهاب، ورغم أن القانون لا يحدد هذه الدول ولا يعينها، ولكنه في كل حال يطبق المثل العربي المعروف إياك أعني واسمعي يا جارة.
لتعنِ أمريكا بقانونها من شاءت من الدول والأشخاص والجمعيات والجماعات، أما نحن فليس علينا البحث عن أصدقاء جدد، ولا حتى قطع علاقاتنا بأصدقائنا القدامى، ولكن علينا البحث عن أصدقاء لا يغيرهم الزمن، ولا تكون صداقاتهم على المصالح الوقتية التي قد تكون اليوم غيرها بالأمس، علينا بناء الصداقة المتينة والحلف الدائم، ليست صداقة أمريكا ولا غيرها من الدول، الحلف الذي سيبقى ويدوم ولن تغيره الأحداث، هو حلفنا مع قضايانا الداخلية، حلفنا مع بناء قوتنا الذاتية، والاعتماد على قيمنا وإمكاناتنا الوطنية، ورص صفوفنا في وحدة الرأي والهدف والمصالح المشتركة العلياء، والإصلاح الشامل في كل مؤسساتنا وأولها وأهمها الاقتصادية والأمنية والعسكرية، وقبل ذلك وبعده بناء اللحمة الوطنية الصلبة في الداخل.
ومع ذلك يجب أن نبين ما نحن عليه من الحق، وننفي ونشدد النفي وننكر ونشدد الإنكار على من يتهمنا أو ينال منا ومن مواقفنا من الإرهاب، وهو أمر حسن بل هو طبيعة البشر حين لا يعترفون بالنقص ولا التقصير فيما يفعلون وما يقولون، وهذا حق من حقوق النفس أن تدفع الخطأ عنها وتبعده من جانبها، ولا يلام على ذلك أحد. ولكن مع هذا التسليم بالحق والدفاع عن النفس مهما كانت التهمة أو الدعوى في التقصير فإن من الحزم أن نعرف أين يكون موقع دفاعنا وموضع حجتنا فليست الصحافة السعودية ولا المواطن السعودي هومن نخاطبه ونبين له براءة جانبنا.
مكان جهادنا ودفاعنا عن حقنا وبيان رؤيتنا ضد الإرهاب وحربنا عليه ونجاحنا في كبحه قبل أحداث سبتمبر وبعده والضرر الذي أصابنا من أفعال الإرهابيين قبل أن يصيب غيرنا، مكانه حيث تكون الخصومة قائمة في أمريكا نفسها في صحافتها وفي إعلامها وفي مراكز التأثير فيها، ذلك هو المكان المناسب، ويجب أن نتوجه بخطابنا إلى هناك، وأمامنا وقت كاف للمواجهة الإعلامية والقانونية بشرط أن نختار الرجال القادرين على مخاطبة القوم باللغة التي يفهمونها والحجج التي يعرفونها ويقرؤونها، وليس أولئك الذين يهونون الأمر ويلقون بالتبعات على الآخرين ويوجهون خطاباتهم إلينا بدل أن يخاطبوا خصومنا، نقل الدفاع الإعلامي والقانوني إلى أمريكا هو الأولى، وهو ما يجب أن نقوم به وأن نختار الرجال الأكفاء الذين يملكون ناصية القول وإبراز الحجة الأقوى.
[email protected]