«الشيوعي الأخير» يموت في الشارع القريب مـن قلبه
الثلاثاء - 04 أكتوبر 2016
Tue - 04 Oct 2016
حتى في رحيله لم يكن اعتياديا، وكان للشارع الذي أحبه أقرب، ومات كما يموت المعدمون الباحثون عن الأمل والعمل بين ضفتي الطريق، لتكتب سيارة طائشة نهاية لرحلته مع فكر آمن به.
بالأمس صدم الوسط الثقافي السعودي بخبر «وفاة صالح المنصور، الشيوعي الأخير في السعودية في حادث دهس»، هكذا تداول النخب والعامة هذا النبأ، فكما كان المنصور في حياته مالئا الدنيا وشاغلا الناس بشخصيته الهادئة وأفكاره الاشتراكية، كان كذلك في وفاته.
عبد الله المنصور (شقيق الفقيد) بدا عليه التأثر حينما هاتفته «مكة» معزية في أخيه، غير أنه كان يتمتع برباطة جأش مع نبرة ألم لم يستطع إخفاءها.
وفيما ذكر أحد المقربين من الشيوعي الأخير أنه كان يعاني في آخر عمره من «ضعف في النظر» قد يكون سببا فيما تعرض له من حادث دهس، قال شقيقه إن العائلة لا تزال تنتظر تقرير المرور حيال الحادثة، وإنها منهمكة حاليا في التحضير لجنازة الفقيد الذي سيصلى عليه عصر اليوم الثلاثاء في جامع الملك خالد بأم الحمام.
الشيوعي الستيني يعتبر علامة فارقة في الوسط الثقافي السعودي، ومع ذلك فإنه لا تربطه علاقة وثيقة مع الكثيرين.
أكثر المقربين منه هو الإعلامي السعودي بدر الخريف الذي ينحدر مثله من المحافظة نفسها (الغاط).
ساهم الخريف ولا يزال في تسويق عدد من المواقف التي عايشها عن كثب مع الراحل أو عرفها عن قرب.
يقول عن أحد المواقف إنه من فرط إيمان المنصور بالاشتراكية فإنه كان يسكن في حي العمال، وحينما كان يتنقل ليلا بسيارة من نوع هايلكس كان لا يضيء مصابيحها الأمامية، رغبة منه في عدم إحداث ضوضاء بصرية في المدينة.
الإعلامي خالد السهيل يعلق على ظاهرة صالح المنصور بالقول «شهدت حقبة الخمسينات والستينات شغفاً بالاشتراكية والناصرية وغير ذلك من الأفكار السائدة حينها.
كثيرون ممن تعلقوا بهذه المبادئ في تلك الحقبة أعادوا تموضعهم من جديد - أحياناً أكثر من مرة - وفقا لمعطيات الواقع الجديد، لكن صالح المنصور صمد في وجه كل المغريات، واحتفظ بقناعاته».
ويضيف في سياق شرحه للحالة أن المنصور قد دفع ثمن تمسكه بقناعاته، حتى على صعيد أفراد أسرته الذين لم يجد ضيراً في الاعتذار لهم إن كان اختلافه المظهري عنهم قد سبب لهم حرجاً.
ومع اعتقاد السهيل بأن غالبية الناس قد لا يتفقون مع ما كان الشيوعي الأخير يؤمن به، إلا أنه على قناعة بأن الجميع متفقون حتما على أنه كان متصالحا مع قناعاته، وكان يمارس هذه القناعات بسلام داخلي جعل الكل يحبه رغم مخالفتهم لآرائه.
بالأمس صدم الوسط الثقافي السعودي بخبر «وفاة صالح المنصور، الشيوعي الأخير في السعودية في حادث دهس»، هكذا تداول النخب والعامة هذا النبأ، فكما كان المنصور في حياته مالئا الدنيا وشاغلا الناس بشخصيته الهادئة وأفكاره الاشتراكية، كان كذلك في وفاته.
عبد الله المنصور (شقيق الفقيد) بدا عليه التأثر حينما هاتفته «مكة» معزية في أخيه، غير أنه كان يتمتع برباطة جأش مع نبرة ألم لم يستطع إخفاءها.
وفيما ذكر أحد المقربين من الشيوعي الأخير أنه كان يعاني في آخر عمره من «ضعف في النظر» قد يكون سببا فيما تعرض له من حادث دهس، قال شقيقه إن العائلة لا تزال تنتظر تقرير المرور حيال الحادثة، وإنها منهمكة حاليا في التحضير لجنازة الفقيد الذي سيصلى عليه عصر اليوم الثلاثاء في جامع الملك خالد بأم الحمام.
الشيوعي الستيني يعتبر علامة فارقة في الوسط الثقافي السعودي، ومع ذلك فإنه لا تربطه علاقة وثيقة مع الكثيرين.
أكثر المقربين منه هو الإعلامي السعودي بدر الخريف الذي ينحدر مثله من المحافظة نفسها (الغاط).
ساهم الخريف ولا يزال في تسويق عدد من المواقف التي عايشها عن كثب مع الراحل أو عرفها عن قرب.
يقول عن أحد المواقف إنه من فرط إيمان المنصور بالاشتراكية فإنه كان يسكن في حي العمال، وحينما كان يتنقل ليلا بسيارة من نوع هايلكس كان لا يضيء مصابيحها الأمامية، رغبة منه في عدم إحداث ضوضاء بصرية في المدينة.
الإعلامي خالد السهيل يعلق على ظاهرة صالح المنصور بالقول «شهدت حقبة الخمسينات والستينات شغفاً بالاشتراكية والناصرية وغير ذلك من الأفكار السائدة حينها.
كثيرون ممن تعلقوا بهذه المبادئ في تلك الحقبة أعادوا تموضعهم من جديد - أحياناً أكثر من مرة - وفقا لمعطيات الواقع الجديد، لكن صالح المنصور صمد في وجه كل المغريات، واحتفظ بقناعاته».
ويضيف في سياق شرحه للحالة أن المنصور قد دفع ثمن تمسكه بقناعاته، حتى على صعيد أفراد أسرته الذين لم يجد ضيراً في الاعتذار لهم إن كان اختلافه المظهري عنهم قد سبب لهم حرجاً.
ومع اعتقاد السهيل بأن غالبية الناس قد لا يتفقون مع ما كان الشيوعي الأخير يؤمن به، إلا أنه على قناعة بأن الجميع متفقون حتما على أنه كان متصالحا مع قناعاته، وكان يمارس هذه القناعات بسلام داخلي جعل الكل يحبه رغم مخالفتهم لآرائه.