عبدالله الجنيد

قهوة مع الرئيس

الاثنين - 03 أكتوبر 2016

Mon - 03 Oct 2016

أعمدة رؤساء التحرير - قبل الصحافة الرقمية - كانت أهم حدث الأسبوع إن لم يتحول بعضها لجزء من الإرث السياسي الوطني أو العربي، فهم من يجالس الرؤساء والملوك ولهم الصدر في المجالس.



أما الآن فقد تحول أكثرهم إلى ما يشبه الإداري، وآخرون تاه منهم الشغف بالمداد والورق فتيتم الحرف. إلا أننا سنحسن الظن فنقول إنهم يفسحون الساحة لأقلام جديدة، إلا أن طول الغياب

يولد الجفاء، وبافتراض أنهم يدردشون فيما بينهم حول كل الأمور موظفين في ذلك تطبيقات حديثة مثل واتس اب (WhatsApp) وهو مما فرضته تكنولوجيا الإعلام على الصحافة التقليدية كأعراف جديدة لن يكون التحول الرقمي آخرها، فإن على صحافتنا التحول من التفكير والانتقال إلى الصحافة التفاعلية. فالصحافة « ورقيا » العالمية انتقلت من الرقمية إلى التفاعلية المرئية (فيديو)، وكاتبها اليوم أصبح أقرب لمعد برامج يرفد المقروء بالمرئي ليضيف بعدا آخر لأدوات التواصل مع المتصفح. لذلك قررت اليوم تمثيلكم بدعوة رؤساء التحرير بالانتقال دردشتهم الخاصة إلى مرئية تفاعلية، وليكن « غرفة » من ذلك تحت عنوان (فنجان قهوة مع رؤساء التحرير أو قهوة مع الرئيس).



ولنتصور للحظة تبني رؤساء تحرير أكبر ليكون « قهوة مع الرئيس » خمس صحف سعودية مشروع حدثا شهريا أو نصف شهري يبث بالتزامن على كل مواقعهم عبر تطبيق يوتيوب، يتناولون فيه محاور يحددها من أصحاب « أننا » تقع عليه القرعة بعد الجلسة الأولى، وبما الفكرة فسوف نحدد صاحب الدعوة الأولى من بينهم.



لذلك سنقترح الأستاذ علي الزيد صاحب الدار ليكون أول لقاء حول طاولة مستديرة لا مكان فيها لهواتف أو ألواح رقمية، فقط أقداح قهوة وورق وأقلام رصاص.



ما أقصده - وليعذرني السادة والسيدات رؤساء التحرير، فشبه اعتزالكم الأقلام في هذا العجاج بات غير مقبول، فأنتم تمثلون ثقلا معنويا وأدبيا يتجاوز الإقليمي، مما يوجب عليكم إيجاد آليات تتناسب ووقع تسارع الأحداث.



فمثلا كم من رؤساء التحرير تناول قانون جاستا، أو قرارات ترشيد الإنفاق في دولنا، أو قضايانا التي لا تنتهي من أسعار النفط إلى قيادة المرأة للسيارة إلى حماية المستهلك. فالقارئ اليوم يطمح لأن تكون صفحاتكم الالكترونية منصات ينتمي إليها لا العكس، وتحقيق ذلك يستوجب عودتكم ليس للكتابة فقط بل لسماعكم ورؤيتكم، أي التفاعل العضوي المحسوس. وأعدكم أنها

ستجدد شباب بعضكم.



وإن سمحتم لنا بالتفكير أبعد مما تقدم، فماذا لو تقدم مجلسكم الموقر (أعضاء الطاولة المستديرة) من باب التفاعل الإيجابي التحفيزي تقديم الدعم المعنوي للمشاريع الصغيرة. فماذا لو استعرضتم بعض مشاريع الشباب عبر رابط فيديو (أربع دقائق) يقدمها صاحب المشروع تقومون بعدها بالتصويت العلني على أفضلها، ولينتقل التصويت عليها الكترونيا لاحقا من المتفاعلين.

إن مثل ذلك سيمثل دعما معنويا وتسويقيا لكم ولجرائدكم في الوقت نفسه. ويجب ألا ننسى الشباب ممن يسجلون براءة اختراعات جديدة كل شهر، لماذا لا تكون هناك نافذة عبر مواقعكم ينشرون فيها تلك الاختراعات بعنوان (بوابة الابتكار).

في الختام نرجو أن يكون كلامنا خفيفا عليكم وطاب يومكم



[email protected]