عبدالغني القش

عام هجري جديد.. إعلامنا والمتغيرات والتحديات!

الاحد - 02 أكتوبر 2016

Sun - 02 Oct 2016

حل بالأمس العام الهجري الجديد وذلك بحسب تقويم أم القرى، اسأل الله أن يجعله عام خير وبركة وعز وتمكين للإسلام والمسلمين.



ولا شك أنه يأتي في ظل متغيرات عالمية، وتحديات دولية ، تواجهها بلادنا بتلاحم قل أن يوجد له نظير. ويشهد العالم لحكومة هذه البلاد بالصمود والثبات المبهرين على الرغم من المواجهات العديدة، والتي باتت سافرة لا تحتاج إلى مزيد توضيح أو بيان.



والملاحظ هو استغلال المتربصين لأي حدث للولوج منه ، في محاولة يائسة لإضعاف اللحمة الوطنية، أو اختراقات بائسة لخلخلة الترابط الذي يعيشه المجتمع السعودي. ومن هنا كان المفترض أن تتصدى وسائل إعلامنا مجتمعة لمثل هذا العبث، بجهد مكثّف لبيان حقائق الأمور، وقمع أي محاولة عبثية من أولئك المتربصين.



المتأمل يجد أن الجهد الإعلامي دون مستوى الطموح ولا يرقى للتطلعات، ولذا تكثر الشائعات وتزداد التكهنات. إن من المفترض أن يصاحب القرارات - أيا كانت - توضيحا للمسؤول عنها، وبشكل عاجل يقطع الطريق على أصحاب النفوس الضعيفة، والذين لا هم لهم سوى الإثارة بقصد أو بغير قصد. كما أن بعض المتعولمين يظهرون فجأة فيحللون وفقا لأهوائهم، وعندها يتم يتداوله فينتشر انتشار النار في الهشيم، ليأتي التوضيح من الجهة المسؤولة متأخرا ، ويكاد يفقد قيمته، ويبقى ذلك المحلل في منأى عن المساءلة والعقوبة، تماما كحال من أطلقوا الشائعات!

وكم كان بودي أن يعقد معالي وزير الثقافة والإعلام مؤتمرا صحفيا يرافقه فيه الوزراء الذين صدرت قرارات من مجلس الوزراء هم معنيون بها ؛ يكون من شأنه تجلية الصورة وبيان كل ما يتعلق بالقرارات الصادرة في ذلك اليوم.



وفي تصوري الشخصي أن القرارات التي تصدر تأخذ في اعتبارها أمورا معينة ، ربما تكون مبهمة، فالواجب يحتم بيانها، وأن بلادنا تمر بظروف استثنائية، وربما يضطرها ذلك إلى إجراءات معينة ربما تحدث لأول مرة، وهي وقتية نظرا لما يمليه الواقع ، ولمواجهة ما طرأ على الساحة، فهل قام إعلامنا بواجبه وبيّن ذلك؟ وأعود لمحور حديثي وهو الإعلام ، مطالبا بالمواكبة الحثيثة ، والتغطية الشاملة للحدث بحيث لا يطرأ سؤال في ذهن المتلقي إلا ويجد إجابته وبسرعة فائقة.



ومن جهة أخرى فإن المطلوب أن يظهر المسؤول الإعلامي في الجهة ليبين تفصيل كل ما يصدر، وإن تأخر فهو مستحق لعقوبة أرجو سنّها. وأكرر المطالبة بعقد مؤتمر إعلامي كل يوم اثنين ليجلس الوزراء أمام رجال الإعلام متلقين أسئلتهم واستفساراتهم، وليته يكون منقولا على الهواء مباشرة.



إن المجتمع بأمس الحاجة للبيان والإيضاح، ولا أتوقع أن هناك ما يمنع من إبراز المستندات التي تفسر القرارات واللوائح المتعلقة بها، وقد قامت بذلك بعض وسائل الإعلام، فلماذا لا يكون ذلك ديدنا ومتاحا للجميع؟



ونحن نستقبل عامنا الجديد نتمنى أن يتغير نهجنا الإعلامي ، وعلى كافة مستوياته المرئي والمسموع والمقروء، وأن يتخذ منحى جديدا، فهذا العام يأتي في ظروف مغايرة وتحديات ظاهرة، والأعداء كشرو عن أنيابهم ، وأفصحوا عن نواياهم، ولا سبيل للتصدي لهم إلا بإعلام قوي يمتاز بالمهنية ويتصف بالشمولية ، والشفافية؛ ونحن ليس لدينا ما نخفية ولا يوجد من نخاف منه، وبالتالي فإن المناشدة بالتطور تأتي - في تصوري - كضرورة ملحة وحاجة وطنية ومطلب إنساني.



والمرجو أن يستجيب إعلامنا ، فينتهج منهجا مغايرا، هذا النهج يكون من شأنه إلجام الأعداء وإلقامهم حجرا لا يمكنّهم من فغر أفواههم.

ولتبقى بلاد الحرمين شامخة أبية في ظل قيادتها الرشيدة، ولتكون نبراسا للعالم أجمع في تكاتف أبنائها وتلاحمهم، وليكون إعلامها متطورا وشفافا ومواكبا، فهل يفعل إعلامنا؟



[email protected]