حنان المرحبي

الاستراتيجية.. بناء شيء مختلف أم شيء أفضل!

الاحد - 02 أكتوبر 2016

Sun - 02 Oct 2016

يمكن وصف المرحلة الاقتصادية الراهنة بالانفتاح نتيجة للتقنيات المتطورة ولجهود الحكومات في تقليص الحواجز النظامية أمام دخول المنتجات والخدمات الدولية للأسواق المحلية.



وقد ترتب على ذلك تصاعد المنافسة بين المشاريع المحلية سواء فيما بينها، أو فيما بينها وبين المشاريع الأجنبية.



بالتأكيد، قيادة الصناعة هي رؤية بديهية لمشاريع اليوم، وتستطيع تلمس ذلك بوضوح في رسائلها على اختلاف صياغتها. ولتحقيق القيادة في ظل تلك المنافسة العالمية المحتدمة، الأمر يتطلب امتلاك مزايا تنافسية مستدامة.

واستجابة لذلك، تقوم العديد من المشاريع باقتناء التقنيات المتطورة والأساليب الإدارية الحديثة لمواجهة حروب الأسعار وإنجاح مساعي قص التكاليف. هذه الأدوات ستضيف للمشروع مزايا عديدة تسهم في رفع ربحيته ولكنها قد لا تحقق الاستقرار أو تضمن له البقاء أمام تلك المعارك على المدى البعيد.



فقد لا يتم تفعيلها من المستوى الاستراتيجي وإنما التشغيلي، أي قد يتم تطبيقها لتحسين الأداء التشغيلي برفع فاعليته وكفاءته (أي بجعله أقل تكلفة أو أكثر سرعة أو أقل تعثرا)، ولكن يبقى المشروع بمكانه، يمارس نفس الأنشطة كبقية المنافسين والفرق الذي يكون قد أضافه من تبنيه لتلك الأدوات هو تأدية أنشطته بطريقة أفضل فقط. أما بالنسبة لبناء المزايا التنافسية المستدامة والتي من شأنها نقل المشروع إلى مراكز ريادية جديدة بالصناعة فلن تدعمها تلك الأدوات كونها سهلة الانتشار والتقليد من قبل المنافسين.

يفشل ،Michael E. Porter يقول البروفيسور الكثيرون في التفريق بين الكفاءة التشغيلية والاستراتيجية. تعني الكفاءة التشغيلية القيام بأنشطة مماثلة لتلك التي يقوم بها المنافسون ولكن بطريقة أفضل (أقل تكلفة أو أسرع).

أما التمركز الاستراتيجي فيعني القيام بأنشطة مختلفة عن المنافسين، أو القيام بأنشطة مماثلة ولكن بطرق مختلفة (لا تكتفي بأن تكون أفضل فقط).



إذن باختصار، التمركز التنافسي على المستوى الاستراتيجي يكون ببناء شيء مختلف كيف .(better) وليس فقط أفضل (different) يتم ذلك؟ يتم ذلك بالتعرف على مجموعة المهارات والموارد والتقنيات الفريدة التي بحوزة المشروع والتي تخلق لمنتجاته الفرق من حيث القيمة والندرة وصعوبة التقليد.



ولتوضيح الفكرة إليكم المثال التالي. برأيك، أين يكمن التميز الحقيقي لشركة هوندا مقارنة ببقية الشركات، في سياراتها أم محركاتها؟ لو قلنا إن الاختلاف في تميز منتجاتها النهائية (سياراتها) فسنغفل مصدر قوتها الحقيقي الذي يدعم تفوقها الاستراتيجي في عدد من الصناعات الأخرى. التفوق الاستراتيجي لهوندا يكمن في صناعة المحركات التي مكنتها من تطوير عدد من المنتجات النهائية ذات القيمة في تصور المستهلكين (منها السيارات والدراجات النارية)، وأيضا مكنتها من دخول أسواق متعددة، وأخيرا جعلتها تتمركز باستراتيجية صعبة اللحاق من

قبل المنافسين.

المحركات هي التي صنعت استراتيجية هوندا (صنعت الاختلاف)، وقد طورتها مستفيدة Core . التي تملكها core competences من C. K Prahalad مفهوم إداري قدمه competence ويبنى نتيجة لنمو المعرفة ،Gary Hamel و والمهارة والتقنية والمزج الفريد بينها.



ومن خلال ذلك المزج، تتمكن الشركة من تطوير منتجات أساسية تتسم بثلاث مزايا تنافسية مهمة: أولا تضيف قيمة للزبائن، وثانيا تمكن المشروع من دخول أسواق متعددة (عدد من المنتجات المتنوعة)، وأخيرا يصعب تقليدها من قبل المنافسين.

مشاريع اليوم بحاجة إلى التعرف على أهم أربع أو تملكها لتركز نشاطها core competences خمس الاستراتيجي حول تطويرها لبناء المزايا التنافسية المستدامة (وصناعة الفرق) التي تمكنها من الصمود أمام المنافسة والوصول للقيادة.



[email protected]