عبدالله المزهر

دموع عباس.. الحزن المضحك!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 03 أكتوبر 2016

Mon - 03 Oct 2016

الأداء المسرحي يختلف في آلياته عن الأداء أمام الكاميرات، أداء الممثل أمام الكاميرا ليس هو كل شيء، فحركة الكاميرا وزوايا التصوير وغيرها مما يعرفه المختصون في هذا المجال عوامل تساعد الممثل في أداء دوره بسهولة على عكس ما هو مطلوب منه فوق خشبة المسرح.



وبحكم خبرتي العريضة في هذا المجال حيث كنت ممثلا مسرحيا عظيما في المدرسة الابتدائية، فإن أداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مراسم تشييع الصهيوني الهالك شمعون بيريز لم يكن موفقا كثيرا، وأنا هنا أفترض حسن النية وأقول إنه كان يمثل دور الحزين ولم يكن فعلا يبكي حزنا على الرجل الذي تسبب في قتل وتشريد الشعب الذي ينتمي إليه عباس.



المبالغة في الأداء من أبرز العيوب التي قد تقضي على مسيرة الممثل، والزعيم عباس من الذين كنت أتوقع لهم مستقبلا بارزا في عالم الأداء الدرامي، مع أنه قليل الظهور ومبتعد عن القيام بأي عمل حاليا، لا في المجال الفني ولا في غيره. وكانت جنازة بيريز فرصة مواتية لأداء دوره بإتقان أكثر من ذلك الذي بدا عليه هو وجماعة الكومبارس العربي المشارك في الجنازة والذين تأثر أداؤهم بأداء عباس بحكم أنه أكثرهم خبرة في هذا المجال. لكنه خذلني بالمبالغة في تقمص دور الحزين بكثرة البكاء والأحضان التي لم يكن لها مبرر في السياق الدرامي.



حين يضحك المشاهد من بكاء الممثل فإن هذا دليل واضح على فشل الممثل الذريع في أداء دوره وتقمصه للشخصية. أغلب المشاهدين والمهتمين بالأعمال الدرامية أضحكهم بكاء عباس ولم يشعروا بأي تعاطف معه ولا مع من يبكي عليه.



وعلى أي حال..



ما زال في الوقت متسع لتعديل الأمور في الجنائز القادمة، وأداء الأدوار بطريقة أكثر احترافية خاصة للممثلين الذين أمضوا وقتا طويلا وهم يقومون بأدوار الكومبارس، ويفترض أن يستفيدوا من تواجدهم في هذا المجال ليكونوا أكثر نضوجا وتميزا.