مفهوم (صناعة) الرعاية الصحية
السبت - 01 أكتوبر 2016
Sat - 01 Oct 2016
لكي أقرب للقراء الأعزاء مفهوم (صناعة الرعاية الصحية)، وسبب اختيار كلمة (صناعة) في الرعاية الصحية، اسمحوا لي (أولا) أن أضرب المثال التالي (للتقريب): صناعة السيارات مثلا (وهناك العديد من الأمثلة والتي يمكن طرحها في مقالنا هذا). عموما (وكما هو معروف)، تسعى جميع شركات صناعة السيارات للوصول بمنتجهم إلى المستفيد من تلك الصناعة وذلك بطرق عدة، ومن هذه الطرق طريق الدعاية (advertising)، التي من خلالها يمكن للمنتج أن يقنع المستفيد (عن طريق ما يعلن عنه) لتملك ذلك المنتج. إذن، كيف تكون صياغة تلك الدعاية؟ تكون باستخدام كل ما يمكن أن يكون في صالح المستهلك: من شكل السيارة وألوانها، رخص قطع الغيار وتوفرها، سهولة الصيانة وغيرها، (ويمكن للجميع مشاهدة وقراءة تلك الدعايات المنتشرة في الطرقات). وهنا، سأتوقف للرد على من قد يستفسر قائلا: تلك الشركات (مصنعو السيارات) تتنافس فيما بينها لكي تسيطر على السوق، ولكن من هو المنافس للخدمات الصحية (وزارة الصحة مثلا)؟ ولماذا تسعى وزارة الصحة إلى استخدام أسلوب الدعاية إلى خدماتها؟ وسيكون جوابي على هذا الاستفسار ما يلي: استطاعت وزارة الصحة التغلب على كثير من الأمراض الفتاكة ومحاربتها، (مثل كورونا) وذلك باستخدام الدعاية والتي شاهدناها في المجمعات السكنية من مدارس وجامعات وأسواق تجارية وفي تجمعات بشرية أخرى مثل الحج والعمرة. نعم، باستخدام صناعة الدعاية، يمكن لوزارة الصحة أن تتغلب على كثير من أمراض المجتمع المستعصية (مثل ارتفاع سكر الدم، سرطان (الثدي والقولون والبروستاتا)، تصلب الشرايين وأمراض القلب والأمراض المعدية مثل الإنفلونزا الموسمية والدرن والالتهاب الكبدي والإيدز)، وذلك باستخدام الدعاية، والتي هي أول الطريق الصحيح الذي يؤدي بنا إلى الاستثمار الأمثل لمواردنا المالية وتطبيقاتها في الخدمات الصحية. وبطريقة أخرى، الانتقال من حالة التوجه للخدمات الصحية عند الحاجة إلى حالة الرعاية المعتمدة على القيمة (value-based care). صناعة الدعاية الصحية وتطبيقها في الرعاية الصحية هي إحدى الطرق المثمرة في الارتقاء بمؤشر الصحة في أي مجتمع متقدم. المنافس هنا (لوزارة الصحة) هو المرض، والمنافس هنا هو الجهل، والمنافس هنا هي العادات الاجتماعية الخاطئة، مثل ولائم الزواجات التي تقام آخر الليل والتدخين والإفراط في شرب المنبهات والمشروبات الغازية، وخاصة من قبل الأطفال والشباب. باختصار... وكما هو معروف للجميع، فإن وزير الصحة الحالي قد أتى إلى قمة الهرم القيادي لجهاز الرعاية الصحية (وزارة الصحة) ولديه خلفية وخبرة تجارية وصناعية كبيرة، ويعلم مدى أهمية الدعاية وتأثيرها في المجتمع، وخاصة في الوصول إلى عقلية المستفيد (المستهلك) وأيضا في الوصول إلى ترسيخ كثير من المفاهيم الصحيحة (مثل الاستثمار الصحي الأمثل).