سفن خدمات النفط صناعة سعودية على الشاطئ الشرقي
على مدى 12 عاما، نجحت السعودية في صناعة السفن المساهمة في أعمال نقل النفط إلى جميع أنحاء العالم، وتمثل ذلك فيما توفره هذه الصناعة المحلية من سفن لخدمة حقول البترول البحرية، وسفن وحدات خدمة الموانئ من قاطرات، وزوارق إرشاد، علاوة على قاطرات الخدمة بالقوات البحرية الملكية وحرس الحدود، ويعد هذا النجاح رافدا مهما للاقتصاد الوطني
على مدى 12 عاما، نجحت السعودية في صناعة السفن المساهمة في أعمال نقل النفط إلى جميع أنحاء العالم، وتمثل ذلك فيما توفره هذه الصناعة المحلية من سفن لخدمة حقول البترول البحرية، وسفن وحدات خدمة الموانئ من قاطرات، وزوارق إرشاد، علاوة على قاطرات الخدمة بالقوات البحرية الملكية وحرس الحدود، ويعد هذا النجاح رافدا مهما للاقتصاد الوطني
الخميس - 01 مايو 2014
Thu - 01 May 2014
على مدى 12 عاما، نجحت السعودية في صناعة السفن المساهمة في أعمال نقل النفط إلى جميع أنحاء العالم، وتمثل ذلك فيما توفره هذه الصناعة المحلية من سفن لخدمة حقول البترول البحرية، وسفن وحدات خدمة الموانئ من قاطرات، وزوارق إرشاد، علاوة على قاطرات الخدمة بالقوات البحرية الملكية وحرس الحدود، ويعد هذا النجاح رافدا مهما للاقتصاد الوطني.
وأوضح عضو مجلس المديرين بمجموعة الزامل، رئيس شركة الزامل للخدمات البحرية زامل الزامل أن بناء السفن يعتبر صناعة استراتيجية، والعمل فيه يعد خدمة للاقتصاد الوطني، وتم حتى الآن بناء 43 سفينة بترسانة ميناء الدمام، منها 42 سفينة بالترسانة الأولى، وواحدة تم بناؤها في ترسانة الدمام الحديثة، وهي “زامل 64” أضخم سفينة بالمملكة بطول 65 مترا، وقوة 7200 حصان، إضافة إلى بناء 40% من أسطول السفن البحرية التابع لأرامكو السعودية، الخاص بخدمة حقول النفط، وكلها تم تصنيعها محليا، رغم أن هناك شركات أجنبية منافسة تعمل في مجال صيانة وإصلاح بعض السفن التابعة لأرامكو.
وأضاف أن بعض الشركات الأجنبية المنافسة لا تستمر لصعوبة تحمل تكاليف الوقود الذي نحصل عليه من أرامكو السعودية مجانا في إطار دعم الشركات السعودية، لافتا إلى أن التعاقد مع أرامكو مريح لأنه طويل الأجل نسبيا، حيث يمتد لخمس سنوات، بينما التعاقد مع الكثير من الجهات الأخرى يتم على مدى عام أو عامين، قابلة للتجديد.
وأشار إلى أن الشركة تمتلك حاليا أكبر أسطول بحري لخدمة حقول البترول بالشرق الأوسط علاوة على إدارتها لثلاث ترسانات بحرية.
توجيه الإمكانات إلى الناقلات الضخمة
وحول صناعة اليخوت، أكد الزامل أنه لا توجد أي خطوط إنتاج لصناعة اليخوت، والمراكب السياحية، لحاجتها إلى خطوط إنتاج مختلفة، وأن التركيز حاليا على الجانب الخاص بمساندة عمليات البترول البحرية والحراسة الساحلية، وهذا التركيز ينبع من أن صناعة السفن الضخمة تحتاج إلى إمكانات ضخمة يجب تكريسها في هذا المجال، وأن السعي الحالي يهتم بتغطية متطلبات المملكة من السفن، التي تخدم مجالات النفط، والحراسة، مع إمكانية إصلاح السفن العملاقة بترسانة الملك فهد بميناء جدة، كما يتم حاليا تطوير مشروع ضخم لترسانة عالمية لبناء وإصلاح السفن الضخمة بميناء ينبع بالتعاون مع شريك أجنبي.
وقال الزمل إن شركته تتعاون منذ فترة مع شركة رولزرويس، ومارين النرويجية في بناء أحدث القاطرات البحرية لخدمة حقول النفط تحت تصريح “تصنيع”، ومع شركات أخرى من سنغافورة وكندا وأمريكا واليابان وكوريا والصين وأوروبا الغربية للحصول على تصميمات ومعدات وخامات السفن، وأضاف وقعنا حديثا عقدا مع دولة خليجية لبناء خمس وحدات حراسة ساحلية، وهناك العديد من الطلبات المحلية والإقليمية لبناء سفن تحت الدراسة بترسانات ميناء الدمام وللإصلاح بميناء جدة.
تدير شركة الزامل ترسانة ميناء الدمام الأولى بعقد تشغيل لمدة 10 سنوات، وكذا ترسانة الدمام الحديثة، والتي تعد أحدث ترسانات الخليج العربي بعقد امتياز لمدة 20 سنة، كما تدير أيضا ترسانة الملك فهد لإصلاح السفن بجدة بعقد تشغيل لمدة 10 سنوات، ولديها حاليا دراسات متكاملة لإنشاء ترسانة رابعة ضخمة بميناء ينبع مع شريك أجنبي.
قطاع عالي التكلفة
واعتبر الزامل أن صناعة بناء السفن ليست مربحة بالقدر الكافي، مقارنة بإصلاحها، ولكنها صناعة استراتيجية مهمة، تنشأ حولها العديد من الصناعات المغذية المكملة لها، وفى العالم المتطور تجد دائما حول ترساناتها مراكز متطورة لكافة الصناعات لخدمتها.
وأضاف وبما أنها مكلفة وتحتاج لرؤوس أموال ضخمة فإن أحدا من المستثمرين لا يرغب فيها، ويكفي أن ندلل على ذلك بالقول إن بناء الترسانة الثانية لبناء السفن بميناء الدمام كلف ربع مليار دولار أمريكي.
وأشار إلى أن مواصلة العمل في هذا القطاع تتطلب تعاونا من العديد من الشركاء مثل مؤسسة الموانئ السعودية لخدمة العديد من موانئها، ومنها موانئ الدمام والجبيل ورأس الخير وضبا، إضافة إلى شركة أرامكو السعودية التي تتعاقد بشكل متواصل لبناء وصيانة السفن الخاصة بآبار النفط، إضافة لمشاركة القطاع الخاص الذي يتطلب بناء سفن لمساندة عمليات الغوص بحقول النفط البحرية.
كما أن القوات البحرية الملكية السعودية، لها دور في هذه الشراكة إذ طلبت تصنيع ثلاث قاطرات بحرية محليا من تصميم رولزرويس، وتستفيد القوات البحرية وحرس الحدود من هذه القاطرات، بالإضافة إلى تصنيع خمس سفن حراسة.
شركات عالمية تسعى للمشاركة
وأشار إلى أن النجاح في هذه الصناعة أدى إلى سعي شركات عالمية للدخول في شراكات مع المصنع، لإدارة الترسانة الجديدة بميناء الدمام، وإنشاء أخرى في ينبع، ونوه إلى أن الشركات التي تقدمت متخصصة في مجالات تصميم وبناء كافة أنواع السفن التجارية، والحربية، والزوارق، واليخوت، وسفن الركاب الضخمة، وحاملات الطائرات، والغواصات، بالإضافة إلى شركات تعمل على بناء سفن خدمة حقول النفط وحفارات التنقيب عن النفط البحرية العائمة الضخمة.
وأوضح أن صناعة بناء السفن صناعة كثيفة العمالة، وتحتاج لمهارات خاصة في العاملين ومعدات ذات تقنية عالية علاوة على إمكانات ضخمة لتصميم السفن ثم تصنيع وتوريد الخامات والمعدات من أجهرة الكترونية تعمل بالأقمار الصناعية ومعدات الملاحة ومعدات تشغيل وتحكم وماكينات ديزل ومولدات كهربائية وطلمبات وكابلات ومواسير من مقاسات ومواصفات مختلفة، وكذا مستلزمات بناء وتجهيز كبائن الإعاشة شاملة الأثاث والأبواب والشبابيك وغيرها، كل هذا يحتاج إلى إنشاء العديد من الصناعات المغذية والمكملة لصناعة بناء السفن لإنتاجها محليا مع العمل على تطويرها باستمرار لترسيخ صناعة بناء السفن بالمملكة، كما تحتاج هذه الصناعة إلى معاهد تدريب متخصصة لتوطين الوظائف بمجالات بناء وإصلاح السفن.