تطفيف التعليم تعليم التطفيف!

بعد النسيان
بعد النسيان

الاثنين - 26 سبتمبر 2016

Mon - 26 Sep 2016

u0645u062du0645u062f u0627u0644u0633u062du064au0645u064a
محمد السحيمي
كلما صدر تعميم من وزارة التعليم تنحى (أحمد شوقي) واستلم المايكروفون المعلم فعلًا الشاعر (إبراهيم طوقان) بردِّه المؤلم عليه:



لو جرَّب التعليم شوقي ساعةً * لقضى الحياة شقاوةً وخمولا!!



ولا أدل على خمول وزارات التعميم، والتبليم، والتعليب، من هذه التعاميم التي تُبَصِّم المعلمينات والمعلماتين عليها! ومعظمها (كليشات) ثابتة منذ (50) عامًا!! ولم يعد المعلماتون والمعلمونات يكترثون ـ لطول الإجازة ـ إن كانت موقعة باسم (حسن آل الشيخ) أو (محمد أحمد الرشيد)! مع أن الأولى ـ لو اكترثوا ـ مكتوبة بالآلة الكاتبة منذ (1392هـ)، والثانية بالكمبيوتر (دي إكس 286)!



وبالمناسبة فقد أقامت إدارة التعليم في القصيم، وبجهد شبه فردي من الأستاذ (منصور الفايز) متحفًا يحكي بالوثائق مراحل تطور (التعاميم)؛ بدءًا بالتعميم المكتوب بخط اليد، ويشدد على المعلمين بالكف عن استخدام (العيارات) المتعارف عليها لدى (القصمان)! فمن كان اسمه (عبدالله) لا ينادى بـ(عبود) أو (عُبيِّد)!



والذي دعا لتعميم ذلك التعميم، هو أن كثيرًا من التلاميذ كانوا يكتبون (العيارات) في أوراق الاختبارات؛ اعتقادًا منهم أنها أسماؤهم الحقيقية؛ إذ لم يسمعوا غيرها منذ الولادة!



وكان من أعقد القضايا التي يواجهها المعلمون آنذاك: أن يوجد أكثر من طالب عيرته (صويلح) مثلًا! وكانت المدارس قليلة لا تستوعب توزيع (الصواليح) عليها! فلم يكن أمام المعلمين العباقرة سوى إضافة وصف آخر على العيرة، وإبلاغ الآباء والأمهات؛ لاعتماده واستخدامه، بخطاب رسمي: «عزيزي ولي أمر الطالب (صويلح).. نظرًا لكثرة (الصواليح) في الفصل فقد قررنا مناداة ابنكم بـ(صويلح الفِشّة)؛ تمييزًا له عن (صويلح الكِشَّة) و(صويلح العِشّة) و(صويلح المِشّة)! وعليه نرجو مناداته بها باستمرار حتى يحفظها صم؛ تلافيًا للَّخبطة بين درجاته ودرجات بقية (الصواليح) الله يصلحهم وينفع بهم ويذوّقكم برهم... مدير المدرسة / (صويلح الطِّرْبق)!



ويُعد تعميم (منع ضرب الطلاب) أقدم التعاميم وأعرقها، وما زال معظم المعلمين يوقعه متأبطًا (لَيَّ) أنبوبة الغاز الأحمر! ومع ذلك كان على الوزارة أن تصدر تعميمًا بمنع ضرب (المعلمين) وتكسير سياراتهم، لو كانت كواكبها ضمن (درب التبانة)!



أما أحدث التعاميم ـ منذ (10) سنوات ـ فهو منع تصوير التلاميذ لمخالفته حقوق الطفل العالمية!



بينما تنتهك الوزارة أهم تلك الحقوق، وهو توفير تعليم يلبي حاجات الطفل العقلية والنفسية، ويساعده في بناء حياته الكريمة!!



[email protected]

الأكثر قراءة