مفلح زابن القحطاني

حين تكون الإرادة.. لا لغة سوى «العمل»

الاحد - 25 سبتمبر 2016

Sun - 25 Sep 2016

حل اليوم الوطني السادس والثمانون للمملكة العربية السعودية، وهي تعيش - ولله الحمد - الأمن والأمان والازدهار والاستقرار السياسي والاقتصادي، وتتطلع إلى مزيد من التطور وإلى مستقبل أكثر تنمية وتقدما وقوة ومكانة على مختلف الأصعدة، رغم أنها محاطة بكثير من التحديات التي أفرزتها المرحلة وسياسات بعض الدول.



ويعد اليوم الوطني السادس والثمانون للمملكة العربية السعودية أول يوم وطني نحتفل به بعد اتخاذ العديد من الإجراءات الاقتصادية والتنموية الخاصة، ولعل من أبرز معالم هذه الإجراءات المهمة المشروع الوطني للتحول 2020 ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، وكلا المشروعين محدد بأطر واستراتيجيات نأمل أن تؤتي ثمارها، وأن نلمس آثارها الطيبة على ثقافة المواطن واقتصاد الوطن، وأن يكون لدى المواطن من الوعي والاهتمام ما يجعله يسهم في العمل على تحقيقها.



المرحلة القادمة في المملكة العربية السعودية تتجه نحو الخصخصة والحوكمة، وضبط الإنفاق، وتحديد الأولويات، وتجنيب الوطن والاقتصاد جميع أنماط الهدر، سواء كان ذلك الهدر في المال أو في الوقت أو في الجهد، وتنويع مصادر الدخل، بحيث يصبح البترول واحدا منها وليس الوحيد، والإفادة من كل فرصة اقتصادية متاحة.



والتماهي مع المرحلة المقبلة ينبغي أن يكون منطلقه الوعي والثقافة الصحيحة، على مستوى الأفراد والمجموعات؛ إذ إن ذلك يتطلب أن يكون الإنسان السعودي على وعي تام بمفاهيم العمل والإنتاج، وأن يتحول التفكير الذي ينطلق منه كثير من الموظفين، وخصوصا الموظفين في القطاع العام، من أن الوظيفة مكان لقضاء جزء من الوقت إلى أنها رسالة، وأن قيمة الإنسان وإنتاجه ليس بعدد الساعات التي يقضيها في مقر عمله، وإنما هي بقدر ما ينتج ويبدع ويقدم من خدمات تستهدف مؤسسته ووطنه، وأن ننتقل من هذا الشعور السلبي تجاه العمل، وهو شعور نلمسه عند الكثيرين من الموظفين إلى شعور إيجابي يدرك أهمية العمل ويؤمن بدوره في تقدم الشعوب.



ونأمل أن نرى في المرحلة القادمة لغة العمل ولغة الحزم هي السائدة، في مختلف مؤسساتنا الوطنية الحكومية والخاصة؛ وأن نرى أثر ذلك منعكسا على مؤسساتنا التعليمية، وأن تغيب مظاهر التأجيل والتسويف والتساهل التي لا ننكر وجودها في ثقافتنا وعملنا وتعاطينا مع الحياة.



نأمل أن نعمل على استثمار أهم عنصر، وهو الكادر البشري ممثلا في المواطن السعودي، وأن نعمل على صياغة جيل يؤمن بقيمة الشيء وأهميته، ويسعى إلى أن يتعلم تعليما مميزا ويعمل وينتج، ويطمح إلى الأفضل، ويؤمن بربه ويوقن بحق وطنه عليه، وبأهمية المحافظة على أمنه ومقدراته ومنشآته ومكتسباته؛ لأن هذا الجيل هو الذي يمكن التعويل عليه في التقدم والتنمية.



مؤسساتنا التعليمية مفتوحة، وكذلك مختلف مؤسساتنا الوطنية، لكن.. هل نحن الآن نعمل على استثمار هذه المؤسسات وهذه الكوادر من المعلمين والمتعلمين والموظفين بأقصى ما نستطيع؟ وكم نسبة العمل الذي يجري بصورته الصحيحة في هذه المؤسسات؟.. بالإجابة على هذين السؤالين سندرك أننا بحاجة إلى مزيد من العمل والإنتاج والإخلاص والحزم، وتحقيق هذه الأمور كلها ليس صعبا؛ فهي تحتاج إلى الصدق مع الذات وتحتاج إلى الإرادة، ولا شيء يصعب حين تكون هناك «إرادة».



[email protected]