التعليم المدرسي الحكومي: القمع الذهني المبكر
السبت - 24 سبتمبر 2016
Sat - 24 Sep 2016
في الأسبوع الماضي مع موسم العودة للمدارس في السعودية كتبت عن مدى الارتباط المبكر لطالب المدرسة بتوجهه الجامعي وهو لا يزال على مقاعد الدراسة في بريطانيا، على العكس مع القمع الذهني الممارس على الطالب السعودي فيما يتعلق بصناعة مخيلته نحو الجامعة من مقعد المدرسة. فالطالب السعودي القادم من الأسرة المتوسطة الدخل، حينما نستثني المتفوق في المراتب الثلاثة الأولى أو المخملي الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، يشكل هذا الطالب نموذجا لأغلبية الفئة الساحقة في المجتمع والتي يعتمد عليها في التعداد السكاني، وبالتالي حينما نعمل تصنيفا للطلاب وفقا لمستوى التحصيل أعني تلك الفئة الضخمة التي يمكن وضعها وفقا لتحصيلها المدرسي تحت مظلة تقدير جيد جدا وجيد.
قبل أن تنبت في مخيلة الطالب السعودي وهو على مقعد المدرسة حاليا أية توجهات أو تطلعات مستقبلية لاختيار التخصص الجامعي، فإن «رهاب» اختبارات القدرات والقياس الموازية لاختبارات التحصيل الدراسي وتغلبها في التأثير على الحصول على القبول الجامعي، هما ما يجعل أغلبية الطلاب بلا توجهات تخيلية نحو المستقبل.
لا يستطيع طالب المدرسة أن يتبنى طموحه في فهم المزيد عن مادة الأحياء أو الرياضيات أو الكيمياء وهو يرى كوارث من سبقوه في التخرج ويسمع القصص التي تعتمد على حبكة الحظ.
العقول الغضة في هذه المرحلة ترهقها كثيرا آلام القمع الذهني التي يصنعها من يسمون بالتربويين وخبراء التخطيط الذين عفا عليهم زمن هؤلاء مبكرا. حينما تنظر للطالب البريطاني وهو لا يزال على مقاعد المدرسة الحكومية وهو يخطط لمرحلته الجامعية ويستعين بمعلمته للحصول على التدريب مع طلبة الدكتوراه في الصيف حسب اهتمامه، تشعر بامتعاض وخيبة أمل حينما تسترجع مسيرة آلاف المراهقين الضائعين بأحلامهم والتي يعبرون عنها لا شعوريا في قنوات التواصل الاجتماعي من خلال الاستكبار على حقيقة الضياع في صناعة صورة وهمية تكمن في محاكاة مراهقي أوروبا وأمريكا بارتداء الموضة وتقليدهم، فالمراهق الأوروبي صاحب توجه واضح في حياته، مقابل مراهق سعودي يريد أن يحاكيه على سبيل المثال وهو لا يملك أبجديات اللغة الإنجليزية كعالمية، ولا أبجدية فهم التسويق الذاتي كاستثمار ولا أبجدية صناعة الذات.
استيراد أدوات القمع الذهنية هذه لم تثمر بالنفع على الطيف الأوسع للتعداد البشري لفئة طلاب التحصيل المدرسي «جيد جدا - جيد». هذا القمع الذهني بحرمان الطالب مبكرا من صناعة توجهه هو ما يوفر على الجامعات ترتيب وإتاحة مقاعدها لآخرين همهم شهادة التخرج والحصول على وظيفة روتينية، هذا التنظيم البيروقراطي هو من قتل بذرات رغبات طلاب المدرسة في تبني توجهاتهم والسعي في تحقيق أحلامهم بأن يكونوا علماء أبحاث في الكيمياء أو الأحياء أو الرياضيات التي لامسوها لأول مرة وبعقول طاهرة من إرهاق الزمن في مختبر المدرسة وفي مكتبة المدرسة.
حينما يكون طموح طالب المدرسة السعودي من فئة «جيد جدا - جيد» أن يصبح عالم أحياء لأنه أحب تجارب مندل، ثم يرغم على مقعد جامعي في قسم علم الاجتماع أو التاريخ لأن اختبار التحصيل هو من وجهه، فهذا يعني أن تعليمنا لا يهمه سوى الثلاثة الأوائل في كل مرحلة تعليمية، والبقية رجيع إلى ما شاء الله!
قبل أن تنبت في مخيلة الطالب السعودي وهو على مقعد المدرسة حاليا أية توجهات أو تطلعات مستقبلية لاختيار التخصص الجامعي، فإن «رهاب» اختبارات القدرات والقياس الموازية لاختبارات التحصيل الدراسي وتغلبها في التأثير على الحصول على القبول الجامعي، هما ما يجعل أغلبية الطلاب بلا توجهات تخيلية نحو المستقبل.
لا يستطيع طالب المدرسة أن يتبنى طموحه في فهم المزيد عن مادة الأحياء أو الرياضيات أو الكيمياء وهو يرى كوارث من سبقوه في التخرج ويسمع القصص التي تعتمد على حبكة الحظ.
العقول الغضة في هذه المرحلة ترهقها كثيرا آلام القمع الذهني التي يصنعها من يسمون بالتربويين وخبراء التخطيط الذين عفا عليهم زمن هؤلاء مبكرا. حينما تنظر للطالب البريطاني وهو لا يزال على مقاعد المدرسة الحكومية وهو يخطط لمرحلته الجامعية ويستعين بمعلمته للحصول على التدريب مع طلبة الدكتوراه في الصيف حسب اهتمامه، تشعر بامتعاض وخيبة أمل حينما تسترجع مسيرة آلاف المراهقين الضائعين بأحلامهم والتي يعبرون عنها لا شعوريا في قنوات التواصل الاجتماعي من خلال الاستكبار على حقيقة الضياع في صناعة صورة وهمية تكمن في محاكاة مراهقي أوروبا وأمريكا بارتداء الموضة وتقليدهم، فالمراهق الأوروبي صاحب توجه واضح في حياته، مقابل مراهق سعودي يريد أن يحاكيه على سبيل المثال وهو لا يملك أبجديات اللغة الإنجليزية كعالمية، ولا أبجدية فهم التسويق الذاتي كاستثمار ولا أبجدية صناعة الذات.
استيراد أدوات القمع الذهنية هذه لم تثمر بالنفع على الطيف الأوسع للتعداد البشري لفئة طلاب التحصيل المدرسي «جيد جدا - جيد». هذا القمع الذهني بحرمان الطالب مبكرا من صناعة توجهه هو ما يوفر على الجامعات ترتيب وإتاحة مقاعدها لآخرين همهم شهادة التخرج والحصول على وظيفة روتينية، هذا التنظيم البيروقراطي هو من قتل بذرات رغبات طلاب المدرسة في تبني توجهاتهم والسعي في تحقيق أحلامهم بأن يكونوا علماء أبحاث في الكيمياء أو الأحياء أو الرياضيات التي لامسوها لأول مرة وبعقول طاهرة من إرهاق الزمن في مختبر المدرسة وفي مكتبة المدرسة.
حينما يكون طموح طالب المدرسة السعودي من فئة «جيد جدا - جيد» أن يصبح عالم أحياء لأنه أحب تجارب مندل، ثم يرغم على مقعد جامعي في قسم علم الاجتماع أو التاريخ لأن اختبار التحصيل هو من وجهه، فهذا يعني أن تعليمنا لا يهمه سوى الثلاثة الأوائل في كل مرحلة تعليمية، والبقية رجيع إلى ما شاء الله!