فارس محمد عمر

بهذا تستقيم الأمم

السبت - 24 سبتمبر 2016

Sat - 24 Sep 2016

أبنائي وإخوتي حيثما كنتم.



في عالم الشبيبة السحري، يأخذنا ينبوع اللهفة إلى نهر الاطلاع، تصعدنا رياح الحماس في سفوح الإبداع، تهتف بنا قصص النبوغ فنناجي الثريا على بساط الآمال الطائر.



يشدنا خبر، يعجبنا عمل، تستهوينا رياضة، ونخوض في الشاطئ طالبين سبل الدخول في لجة الحياة.



والناس حولنا مد وجزر، نستأنس بهذا ونقترب منه، وننكر على آخر وننفر منه، آلة الفطرة الحساسة تميز بين الألمعي الصالح الناضج والإمعي الطالح الساذج، بين الغواص منهم والقاص، ولا يؤذي أحدنا نفسه ويغش فطرته ويغرر بأمثاله بالاقتران بشخصية رعناء خالية دون الهادئة الغنية.



كل منا ينشد الحقائق والخيارات والقدرات ليتناول أسباب المعيشة السليمة، يكتسب المحمود وينبذ المكروه، يأخذ ممن يستحق أن يقتدى به ويدع من لا يستحق.



الأول تسر مقابلته، يناقش هواية أو يرغب في كتاب أو يرتب الأفكار أو يذكر بمحاسبة النفس وبتأمل الحياة ويخبر حتى عن نفسه بلا حرج، والثاني تثقل رؤيته، يكرر الغث أو يسف أو يسخر أو يختال.



المعتد منا بعقله والباحث عن طمأنينته وسعادته لا يحرق رصيده ويعطل مستقبله بيده، فهو يستحضر الفرق دائما بين جليس بشوش صدوق يتكلم وينصت، وآخر عبوس متكلف لا يسكت، بين محترم يفيد ويجدد وآخر يجتر ويقلد.



نحن مسؤولون عن أمانة ترك التفاهة إلى الحكمة لئلا نَظلم ونُظلم.



عرفتم وستعرفون كثيرين وكثيرات ليس لهيئاتهم ذرة دليل على حقائقهم، فانتبهوا واحفظوا أوقاتكم وعقولكم وكرامتكم.



الجهول تكفيه دقائق، ولذي الخلق والوعي والأمانة جل الوقت، بهذا تحققون أحلامكم وترون إبداعاتكم، وبهذا تستقيم الأمم وتسود ويعظم إرثها.