دخيل سليمان المحمدي

تواصل بلا شعور إنساني

الجمعة - 23 سبتمبر 2016

Fri - 23 Sep 2016

انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعات برنامج «الواتس اب» المختلفة ومنها المجموعات العائلية، بهدف تواصل الأسر وتتبع أخبار العائلة والدعوات لحضور المناسبات المختلفة كنوع من التواصل الاجتماعي وجانب من صلة الأرحام التي أصبحت مفقودة في يومنا هذا بسبب مشاغل الحياة المختلفة.



ليس ذلك سيئا ولكن عندما يكون التواصل خاليا من المشاعر المتدفقة بالدفء والابتسامة ومجردا من لغة العيون يكون تواصلا جافا جامدا كالروبوتات الآلية.



إن التواصل ليس فقط بالكلمات المكتوبة الجافة التي لا تنقل الأحاسيس والمشاعر المصاحبة لتلك الكلمات ولا النظرات وتقاسيم الوجه المعبرة عما بداخل الإنسان.



فعندما تجد أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء يكتب خبر وفاة أحد الأقرباء تجد سيلا من الردود التي نسخت وتم لصقها من الرسالة التي قبلها بكلمتين أو ثلاث كلمات، هناك فرق كبير بين تلك الكلمات المنسوخة وبين صوت الإنسان المليء بالمشاعر والأحاسيس عندما يتصل ويسمع صديقه صوته مواسيا، والفرق أكبر بين ذلك الصوت عبر سماعات الهاتف وبين رؤية تلك العيون الحزينة والمعبرة والمتعاطفة التي يراها الصديق عندما يقابل أخاه المواسي له.



وقس على ذلك التهاني بالمناسبات كالأعياد وغيرها.



لدرجة أنها وصلتني رسائل تهنئة ومعايدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة (عيد فطر مبارك)!



مجموعات (الواتس اب وتويتر) وغيرهما من البرامج التي يسمونها برامج التواصل الاجتماعي جعلت أهل البيت يهتمون بالتواصل اللا شعوري مع البعيدين ويهملون التواصل الحقيقي مع القريبين.



إن برامج التواصل وجدت أساسا من أجل التواصل، فإذا شعرنا بأنها تؤدي بنا إلى قطع التواصل بين الأقربين بسبب الإفراط والتفريط فعلينا مراجعة حساباتنا في كيفية استخدامها.



وأخيرا مقالي أقصد به الأقرباء الذين يقطنون مدينة واحدة أو حارة واحدة وربما تصل إلى عمارة واحدة ولا أبالغ إذا قلت ربما في بيت واحد فهناك الكثير الكثير.