أين نحن من مكافحة التسول؟

تظل مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالة قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المسلمين الذين يفدون إليها من مشارق الأرض ومغاربها طيلة العام سواء كان ذلك للعمرة أو الحج أو للزيارة، وتنفق حكومتنا الرشيدة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المدينة المقدسة المليارات على مشاريعها وكذلك مشاريع المشاعر المقدسة لإظهارها بالمظهر اللائق والجميل لتكون عاصمة عالمية يشار إليها بالبنان

تظل مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالة قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المسلمين الذين يفدون إليها من مشارق الأرض ومغاربها طيلة العام سواء كان ذلك للعمرة أو الحج أو للزيارة، وتنفق حكومتنا الرشيدة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المدينة المقدسة المليارات على مشاريعها وكذلك مشاريع المشاعر المقدسة لإظهارها بالمظهر اللائق والجميل لتكون عاصمة عالمية يشار إليها بالبنان

الأربعاء - 21 يناير 2015

Wed - 21 Jan 2015

تظل مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالة قبلة المسلمين ومهوى أفئدة المسلمين الذين يفدون إليها من مشارق الأرض ومغاربها طيلة العام سواء كان ذلك للعمرة أو الحج أو للزيارة، وتنفق حكومتنا الرشيدة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المدينة المقدسة المليارات على مشاريعها وكذلك مشاريع المشاعر المقدسة لإظهارها بالمظهر اللائق والجميل لتكون عاصمة عالمية يشار إليها بالبنان.
ولكن للأسف الشديد تظل مشكلة ظاهرة التسول في مكة المكرمة، والتي تزداد عاماً بعد آخر من أكبر المشكلات التي تسيء لهذه الإنجازات، ومكة التي شرفها الله أصبحت ظاهرة التسول تزعج سكانها ومرتاديها من الزوار والمعتمرين والحجاج، وأصبح المتسولون تزداد أعدادهم يوما بعد آخر وبدرجة فظيعة جداً جداً فأصبحنا نشاهدهم ليل نهار في الشوارع وعند إشارات المرور وفي الطرقات وبجوار المحلات التجارية وعند الصرافات، حتى المساجد والتي هي بيوت الله والتي خصصت للعبادة لم تخل منهم، وشاهدناهم بأعداد كبيرة يمارسون مهنة التسول دون حياء أو وازع من ضمير، فتجد النساء في مداخل مكة من جهة جدة الخط السريع (ميدان الدوارق) وقد انتشرن مع أطفالهن يمارسون مهنة التسول، التي حرمها الإسلام، من فترة الصباح حتى نهاية اليوم بدون كلل أو ملل، وكأنهم يمارسون دواماً يومياً.
ولو تمعنا في فئة المتسولين في مدينة مكة المكرمة لوجدنا أغلبهم من الذين جاؤوا للحج أو العمرة منذ عشرات السنين وتخلفوا عن العودة لبلادهم، وأصبح التسول مهنة لهم يعيشون من دخلها، ومن المؤسف أنهم يزدادون عاماً بعد عام، فأعطوا صورة سيئة عن مكة المكرمة، وعن سكانها خاصة وعن المجتمع السعودي عامة، فهم يعرفون عن بلادنا بأنها دولة نفطية غنية يعيش شعبها في بحبوحة من العيش، ومن المحزن أن عمال النظافة شاهدوا غيرهم وتعلموا من المتسولين وأصبحوا يتسولون أثناء أداء أعمالهم، وينتشرون عبر إشارات المرور ويسترجون قائدي السيارات ويسعون لجمع أكبر قدر من المال ويتنافسون على الشحاذة وذلك على حساب أعمالهم على مرأى ومسمع من البلدية.
ومن المؤسف أن مكتب مكافحة التسول بمكة المكرمة يغط في نوم عميق وغير قادر على معالجة هذه الظاهرة وعاجز عن مكافحة هذه الظاهرة السيئة التي تسيء لسكان مكة المكرمة خاصة وللسعوديين بصفة عامة منذ سنوات طويلة، وقد يكون لهم العذر لقلة أعدادهم وكثرة المتسولين في مكة المكرمة، ولذا أرى ضرورة أن تشارك مكتب مكافحة التسول جهات حكومية أخرى كالشرطة والمرور والدوريات والبلديات والجوازات وغيرها من الجهات التي تعمل في الميدان لمعالجة هذه الظاهرة السيئة والقبض على هؤلاء المتسولين ومعالجة مشكلة التسول الأزلية بدراسة حالاتهم ومدى استحقاق السعوديين منهم، وترحيل المخالفين منهم لأنظمة الإقامة إلى دولهم ومنعهم من دخول البلاد مرة أخرى بتطبيق نظام البصمة الذي أسهم كثيراً في الحد من دخول كثير من الممنوعين منهم حماية لسمعة المملكة العربية السعودية، وحماية لأمنها الذي يهمنا ويهم كل مواطن ومقيم غيور على هذه البلاد المقدسة، خاصة وأن الكثير من دول العالم تمنع التسول بعقوبات مشددة ساهمت في اختفاء هذه الظاهرة لديهم، وقد شاهدتها في سفرياتي لبعض الدول مثل: تونس والإمارات وماليزيا واليونان وتركيا وغيرها.
لذلك يلزم القيام بحملات مكثفة للقضاء على هذه الظاهرة وللإعلام بجميع قنواته دور في محاربتها وتوعيتهم بالحيل التي يستخدمها هؤلاء المتسولون، وضرورة مشاركة المواطن بأن لا يعطي صدقاته إلا لمن يستحقها ومن فئة الفقراء والمحتاجين.