مدينة حائل الاقتصادية وأرامكو!
في 13 يونيو 2006 افتتحت مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، ثم (ثم ماذا؟)
في 13 يونيو 2006 افتتحت مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، ثم (ثم ماذا؟)
الخميس - 24 أبريل 2014
Thu - 24 Apr 2014
في 13 يونيو 2006 افتتحت مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، ثم (ثم ماذا؟).. توقف المشروع الحلم، وتيبّست الأحلام تحت وطأة الانتظار، وعم السكون –بالمعنى الحرفي للجملة– المكان، حتى 20 أبريل 2014.
والحمد لله أن القدر اختار يوم (20) أبريل، ولم يكن في اليوم الأول من أبريل الشهير، المهم أن 20 أبريل حمل لنا مفاجأة مُضحكة مُبكية تمثلت في سبب تعثر الأحلام التي كانت تتكئ على 73 مليارا كبنية تحتية للمدينة و30 ألف وحدة سكنية، وطاقة استيعابية لـ140 ألف نسمة، إضافة لعشرات الآلاف من الوظائف والآمال والأحلام، لكن بعد ما يزيد على هذه السنوات أصبح حلم المدينة (بح)، فمحافظ هيئة الاستثمار ورئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصادية المهندس عبداللطيف العثمان قال: «إن هيئة المدن أنهت الاتفاقية مع مطور مدينة حائل الاقتصادية، وذلك بعد ثبات عدم قدرته على المضي قدما في تمويل وتنفيذ المشروع، بالرغم من تذليل كل الصعوبات التي تعذر بها».
وأوضح العثمان أن الهيئة تحدثت مع مطور المدينة الذي حدد بعض العوائق التي كان يعدها عقبة تحول دون استمراره، وبعد تدخل الهيئة وحل هذه المعوقات أفاد بأنه لن يستطيع الاستمرار في تنفيذ المشروع حيث لم يتمكن من الحصول على التمويل. وأشار إلى أن الهيئة ستنتهي من تقييم الخيار الأمثل لفرص التطوير لمدينة حائل الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
يالله! احتجنا لكل هذه السنوات كي نعرف أن هيئة المُدن أنهت الاتفاقية، وأن المطوّر (الذي لم يرفع حجراً) غير قادر على (المضي قدما) بالرغم من تذليل كل الصعوبات التي تعذّر بها، وجملة (تعذّر بها) قالها المحافظ كي لا يتهمني أحد بأنني أتهم المطوّر بعدم الجديّة واختلاق الأعذار، فالمطور بعد تذليل الصعوبات –ولله الحمد– لم يجد ممولا، وبهذا (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، لا حول ولا قوة إلا بالله، فلننس الماضي، والحمد لله أن مدينة حائل وأهلها (وساع صدور) فلن يأتي من يقول: أبهذه البساطة تقول فلننس الماضي؟ المهم أن المحافظ (وعد) بأن الهيئة ستنتهي من تقييم الخيار الأمثل لفرص التطوير خلال الفترة المقبلة، وأنا هُنا متفائل جداً بالوقت المحدد الذي وصفه المحافظ (بالفترة المقبلة)، ومصدر تفاؤلي هو حداثة الكلمة التي لم نعهدها من قبل بوعودنا التي مللنا صيغها الثابتة كـ(قريباً) أو (في الأيام القادمة)، فمجرد دخول هذا الوعد للغتنا يجعلنا نتسامح مع التأخير، فالمثل يقول (الرجا.. ولا القطيعة) و(عصفور في اليد خيرٌ من ألف على الشجرة).
ملمح آخر جدير بالتوقف، وهو قناعتنا كما تمليه علينا ذاكرتنا الجمعية، بأن الرجل الذي يطيل التفكير، ويحك صدغه كثيراً، وربما يتحرك أثناء التفكير ويدور حول نفسه، نعتقد أنه صاحب تفكير عبقري، وهذا ما يجعلنا نتفاءل بـ(الفترة المقبلة)، لأنها تتيح لنا التفكير بالطريقة سالفة الذكر، لكن السيد بيل جيتس لديه قناعة أُخرى إذ يقول «أوكل المهمة الصعبة للشخص الكسول، لأنه سيوجد لها حلاً بطريقة بسيطة»، وأنا هُنا سأقوم بعد إذن المحافظ بدور الشخص الكسول، وتفكيري الكسول قادني إلى النظر للتجارب المماثلة كمدينة جازان الاقتصادية، فبعد استنفاد جميع الحلول بهذه المدينة، لم نجد حلا أفضل من إسناد تنفيذها لشركة أرامكو، أعلم أن الكثير سيسخر من الفكرة مردداً: «والله عندك حلول!»، نعم هذا الحل الذي يجب أن نبادر به الآن، لأننا لو لم نفعل ذلك الآن فإننا بعد (تقييم الخيار الأمثل لفرص التطوير خلال الفترة المقبلة)، والذي ربما يستغرق (كل الفترة المقبلة)، ربما نجد (كالعادة) أن أرامكو هي الحل الأمثل.