عبدالله المزهر

أحبك أنا أيضا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 21 سبتمبر 2016

Wed - 21 Sep 2016

اليوم هو يوم الإجازة الذي يسبق اليوم الوطني غداً الجمعة، وكثيرون يحتفلون بالإجازة أكثر من احتفالهم باليوم الوطني نفسه، وأكاد أجزم أن كثيرا من الناس يظن أن اليوم الخميس هو اليوم الوطني.



ومسألة الاحتفال من عدمها ليست مؤشرا يدل على حب الوطن والوطنية، فالوطن ما زال مفهوما غير واضح المعالم لدى فئام من الخلق.



والحقيقة التي أؤمن بها ـ على سبيل المثال ـ أن الذي يؤذيه منظر أحدهم وهو يرمي نفايات من سيارته إلى الشارع أكثر حبا لوطنه من شخص يتراقص في الشارع متوشحا بالعلم وهو يردد شيلة «أخذ حقه بدق خشوم»!



التعبير عن حب الوطن لا يكون فقط بالأغنيات والشيلات والألعاب النارية وشيء من الزحمة والرقصات الغريبة، لكنه قد يكون في تعاملك مع كل مرفق عام كما تتعامل مع بيتك، أن تشعر أن كل ما يحيط بك هو لك وجزء منك.



أن تؤمن أن كل هؤلاء الناس هم أهلك مهما اختلفت معهم وتباعدت أفكارك مع أفكارهم ومشاربك مع مشاربهم. لا يمكن ـ بالنسبة لي على الأقل ـ الجمع المنطقي بين احتفالك باليوم الوطني وتعبيرك عن حبك للوطن وشيلاتك وأغنياتك ورقصاتك وبين إيمانك أن الناس في الوطن ليسوا سواسية، وأن هذا طرش بحر وذلك بدوي، وذلك في قبيلته خلل جيني، والآخر لونه لا يساعده على أن يكون وطنيا مثلك!



والوطن ليس شخصا ولا حكومة ولا حسابا بنكيا، فالحساب البنكي للجندي الذي يضحي بحياته من أجل الوطن أكثر نظافة ولمعانا من وجه مذيع يتغنى بالوطنية في قناته التي تبث من خارج الحدود، وفي كلٍ خير!



وعلى أي حال..



لست من أعداء الفرح والاحتفال، وأتمنى أن تكون كل أيامنا فرحا واحتفالا، وكما جاء في القصيدة التي اخترتها لكم:



ولا خير فيمن لا يحبُّ بلادَه ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم



ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن حيوانا فوقه كل أعجمِ



[email protected]