أنا تعبان... تواجه الحرب والفقر بالرسم في جنوب السودان

الأربعاء - 21 سبتمبر 2016

Wed - 21 Sep 2016

تعبر لوحات جدارية متنوعة ظهرت في الآونة الأخيرة في شوارع جوبا عاصمة جنوب السودان عن السخط الشعبي إزاء الحرب التي تمزق البلاد منذ عقود والتوق الكبير لدى السكان إلى السلام.



وتقف وراء هذه المبادرة اللافتة مجموعة فنانين تعرف عن نفسها باسم "أنا تعبان" مؤلفة من رسامين وموسيقيين وممثلين يجمعهم وجع مشترك إزاء الوضع المعيشي الصعب لأهالي جنوب السودان.



على الجدران المعدنية لأحد المخابز أو على حاوية حولت إلى لوحة، انتشرت نداءات السلام في الشوارع الحارة والرطبة لهذه العاصمة الأفريقية التي يجتازها النيل الأبيض وشهدت توترات عدة في الفترة الماضية.



وتعرف مجموعة "أنا تعبان" عبر تويتر عن نفسها بأنها "جماعة من الشباب المبدعين من جنوب السودان ممن سئموا رؤية شعبهم يتألم".



وقد نال جنوب السودان، أصغر الدول سنا في العالم، استقلاله سنة 2011 بعد حرب استمرت عقودا. غير أن البلاد تغرق منذ ديسمبر 2013 في نزاع سياسي أوقع عشرات آلاف القتلى وتسبب بنزوح أكثر من مليونين ونصف مليون شخص إضافة إلى حالات لا تحصى للاغتصاب وانتهاكات أخرى.



ويعاني أكثر من ثلث سكان البلاد وفق الأمم المتحدة انعداما "غير مسبوق" في الأمن الغذائي، كما أن السلطات المحلية تمنع الأمم المتحدة وعناصر وكالات الإغاثة من الدخول إلى المناطق المتضررة.



وفي وقت يبدو السلام المنشود بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، أسس نحو أربعين فنانا مجموعة "أنا تعبان" بدعم من سودانيين جنوبيين مقيمين في الخارج، وهم يأملون توسيع حركتهم لتشمل مدنا أخرى بينها واو وأويل (شمال غرب) وأيضا في ياي (جنوب) ويامبيو (جنوب غرب).



وتوضح الممثلة جويس ماكر وهي من مؤسسي المجموعة أن هذه الحركة توفر منصة تتيح سماع أصوات الفقراء والمتألمين وأضافت تهدف المجموعة إلى نشر السلام".



وقد سجل موسيقيو "أنا تعبان" أغنيتهم الأولى وهم في طور التحضير لأغنية ثانية.



وتعتزم المجموعة القيام بجملة نشاطات عامة في شوارع جوبا خلال الأسابيع المقبلة، فضلا عن أخرى في المستشفيات والسجون والمدارس في العاصمة.



ويقول الرسام توماس داي إن "ما يحصل حاليا في جنوب السودان هو الفساد والحرب والنزاع"، مضيفا "لم نعد نريد هذه الأمور المؤذية وهذا ما نرغب في أن نريه للناس في الشارع من خلال الفن والرسم واللوحات الجدارية".

الأكثر قراءة