الأردن وتركيا وإيران مثلث تهريب نفط داعش

نجح تنظيم داعش في توسعة تجارة النفط المهرب إلى الأسواق الإقليمية لتمويل عملياته الإرهابية في العراق وسوريا

نجح تنظيم داعش في توسعة تجارة النفط المهرب إلى الأسواق الإقليمية لتمويل عملياته الإرهابية في العراق وسوريا

الأربعاء - 17 ديسمبر 2014

Wed - 17 Dec 2014



نجح تنظيم داعش في توسعة تجارة النفط المهرب إلى الأسواق الإقليمية لتمويل عملياته الإرهابية في العراق وسوريا.

واستطاع التنظيم منذ سقوط الموصل في قبضته في يونيو الماضي، والتوغل في الأقاليم الموازية حتى حدود تركيا، أن يسوق النفط المهرب وبكميات كبيرة بعدما اتسعت تجارته وأصبحت أسواقه في الأردن وتركيا وإيران عطشى لهذه السلعة، مثل عطشه لأموالها.



مركز تهريب



عندما تقطع مسافة 45 كلم بالسيارة من مركز قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين تصل إلى منطقة بالقرب من قرية البوحسن، والمعروفة بأنها أكثر المناطق التي يتم فيها بيع النفط المهرب من كركوك وصلاح الدين، وأغلب تجارها من الأكراد والعرب.

وتتألف قرية البوحسن من عشرات المنازل، وأغلب ساكنيها تربطهم علاقات قرابة، وبعد احتلال الموصل في 10 يونيو الماضي على أيدي مسلحي داعش، بدأ أفراد التنظيم في تجارة بيع النفط المهرب بمساعدة أهالي القرية والقرى الأخرى الواقعة في نواحي محافظة صلاح الدين مثل الحفرية والياسات وقرية وادي العرب ووادي البوأحمد، وجميعها حاليا تحت سيطرة تنظيم داعش.



توسع التجارة



بعد سقوط مناطق واسعة في وسط وغرب العراق بيد داعش، أصبحت كثير من حقول النفط المهمة تحت سيطرة التنظيم، ومن هذه الحقول: حقل عجيل الواقع بين محافظة صلاح الدين وكركوك، وحقل حمرين في حدود محافظة تكريت، أما حقول محافظة ديالى فأغلبها قرب حدود قضاء طوزخورماتو بصلاح الدين.

وهذه الحقول باتت مصادر مالية مهمة لداعش بعدما حطم الأنابيب النفطية الناقلة لها، وجعلوها مصادر مهمة لبيع النفط الخام للتجار المهربين فقط.



مسار التهريب



وكشف حلف طاهر سائق ناقلة نفط تحت سيطرة داعش لـ»مكة» بأنه ينقل النفط الخام من قرى البوحسن وحفرية وقرية وادي العرب لتهريبه إلى إيران وتركيا عبر التجار الأكراد.

وأوضح السائق، وهو أحد ساكني محافظة صلاح الدين، أن التنظيم يبيع في اليوم الواحد من 400 إلى 550 طن من النفط الخام عبر حدود محافظة صلاح الدين، مشيرا إلى أن المناطق التي يحمل النفط منها هي حقل عجيل بشرق محافظة صلاح الدين، ويوجد بها أكثر من 90 بئرا للنفط الخام.

وبين أن داعش لجأت إلى توزيع جزء من محصول بيع هذا النفط على الذين يدعمون وجوده في تلك المناطق.

وحسب قول السائق، إن تجارة النفط المهرب في هذه المنطقة تتم عن طريق شخص أفغاني معروف باسم أبوياسر العزاوي، أما من الجانب الكردي فالمسؤول هو شخص يدعى فره جمسري، وكان يشرف على بيع النفط من خلال بعض قادة صحوة العرب السنة.

أما عن كيفية تحديد موعد استلام شحنة النفط المهرب وتسلمه من قبل تجار أكراد فكان يتم عن طريق اتصال التجار الأكراد برؤساء صحوة عرب السنة لتحديد موعد ومكان لتبادل النفط المهرب وتسليمهم المبالغ لإيصاله لتنظيم داعش.



400 ناقلة في اليوم



يبيع تنظيم داعش نحو 400 ناقلة نفط في اليوم الواحد، مقابل 9 آلاف دولار للناقلة الواحدة، ولكن هذا السعر بدأ بالانخفاض يوما بعد يوم، ويتراوح اليوم سعر الناقلة بين 3 إلى 5 آلاف دولار.

ونظرا لهذا التراجع السعري، بدأ داعش يبحث عن تجار آخرين بديلا عن التجار الأكراد.

وبالفعل وجد بغيته في ضباط مخابرات سابقين من عهد نظام صدام حسين، حيث يتسلم هؤلاء الضباط شحنات النفط من التنظيم، وبدورهم يقومون بإيصاله إلى الأردن، وإلى تركيا عبر سوريا.



شاهد عيان



من جانبه يقول جبار الجبوري الذي يعمل في مجال تهريب النفط في محافظة تكريت منذ أكثر من 11 عاما: إن أغلب شحنات نفط داعش المهرب يتم بيعها لتجار من الأكراد، وتبلغ الكمية المباعة يوميا نحو 22 ناقلة نفط خام.

وأشار إلى أن أهم مناطق تهريب النفط هي آبار نفط كيارة ونجمة في جنوب الموصل، وبئر حمرين في شمال محافظة ديالى.

والنفط المهرب إلى تركيا يتم عبر الآبار النفطية في قضاء طوزخورماتو وداقوق التابعة لكركوك، وفي قشتبة التابعة لمحافظة أربيل.

أما النفط والآبار التي تقع تحت سيطرة داعش بحدود محافظة ديالى فأغلبها يتم تهريبه إلى إيران، ولكن آبار النفط في حدود قضاء سنجار بمحافظة نينوى فيتم تصديره إلى سوريا، فيما يتم تهريب نفط آبار بحدود محافظة الأنبار إلى الأردن.



طرق التهريب



ويبيع داعش نفطه من المناطق التي تقع تحت سيطرته، بطرق مختلفة، ففي كركوك وصلاح الدين وديالى ونينوى يتم بيعه وتصديره إلى الدول التي لديها حدود محاذية مع هذه المحافظات، وبعضه يتم تمريره عبر إقليم كردستان العراق.

وفي نينوى يتم بيع النفط بطرقيتين، الأول باتجاه قضاء سنجار ومن ثم إلى سوريا ومن سوريا إلى تركيا، والثاني من الموصل باتجاه قضاء مخمور التابع لمحافظة أربيل ويتم إيصالها إلى المصافي الأهلية في قوشتبه والنفط التي يتم بيعها لهذه المصافي الأهلية هي مستخرجة من ناحية زومار التابعة لنينوى وتتألف آبارها من آبار بطمة وعددها 15 بئرا وآبار عين زالة وعددها 29 بئرا وصفية عدد آبارها 47 بئرا.