فهد مبارك القثامي

إنسانية الأمن في الحج تبهر العالم

الثلاثاء - 20 سبتمبر 2016

Tue - 20 Sep 2016

لقد أبهرت المملكة العربية السعودية العالم بإظهار حج هذا العام بهذه الصورة المشرفة التي تليق بالإسلام وسماحته وإنسانيته، وكان رجل الأمن هو المساهم الرئيسي في ظهور هذه الصورة المتميزة، حيث جمع بين الإنسانية العالية داخل المشاعر المقدسة، والحزم الشديد على مداخل ومشارف مكة المكرمة لمنع دخول أي شخص لا يحمل تصريحا للحج.



إن هذه الصورة تخللتها أدوار أخرى لجهات كثيرة، منها الشركات الأمنية الخاصة بتأمين مخيمات الحجاج وتأمين موقع أضاحي الحج في منى، والذي ساهمت في تأمينه شركة أمنكو. وقد ظهر أيضا بصورة مشرفة تبين الدور المهم للأمن الخاص في بلادنا، وكذلك الدور المهم الذي قامت به كل قطاعات الدولة من الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والصحة والدفاع المدني والهلال الأحمر ووزارة الحج والعمرة وشؤون الحرمين الشريفين...وغيرها.



ولقد حملت كلمة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والتي ألقاها خلال لقائه مديري وقادة القطاعات العسكرية والأمنية المشاركة في ختام أعمال موسم الحج، مضامين تدعو للفخر، فقد جاءت لتؤكد قدرة المملكة الفاعلة على مواجهة التحديات، وأن لديها خبراتها المتراكمة في إدارة الحشود والأزمات، فضلا عن حرصها على خدمة الإسلام والمسلمين على أكمل وجه.



إن هذا النجاح ليس بمستغرب على المملكة العربية السعودية، والذي جاء هذه المرة وسط ظروف إقليمية حرجة، وحملة إيرانية شرسة ضد بلاد الحرمين. وقد أخرس هذا النجاح المتميز للحج كل أبواق الضلال، وأثبت من جديد أن السعودية تمتلك إرثا تاريخيا، وإمكانات كبيرة سواء على المستوى البشري أو التقني، أسهما في أداء الحجاج لفريضتهم بكل يسر وسهولة.



وأن المملكة ستستمر بفكر وسواعد أبنائها في صناعة الإنجازات، وكتابة التاريخ بنجاح، وقد شاهدنا موسم الحج هذا العام مر وسط عناية ورعاية في جميع الاتجاهات وإدارة حشود هائلة تسير بانسيابية تامة وهدوء وسكينة، تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة دون أي عراقيل أو معوقات أو تزاحم يذكر، وقد تم أداء المناسك بطمأنينة تامة وتفرغ كامل للعبادة، كل المناسك أداها قرابة مليوني حاج قدموا من كل بلاد الدنيا، واحتضنتهم الخدمات السعودية وفق منظومة متكاملة وموحدة رغم تعدد الجهات التي تعمل فيها.



وإن شاء الله تستمر هذه الصورة المشرقة والمشرفة للحج في كافة مواسم الحج المقبلة، بل يتم تطويرها للأفضل لتليق بسماحة وإنسانية الإسلام في كل بقاع الأرض. وفي النهاية نحيي رجال الأمن وكافة القطاعات التي ساهمت في إنجاح هذا الموسم المتميز وأصبح حجا متميزا ومتفردا.