شاهر النهاري

حلول لم تعد مطروحة

الثلاثاء - 20 سبتمبر 2016

Tue - 20 Sep 2016

تقف قوانين المدنية الحالية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، وحريات الفكر والمعتقد، ومناهضة العنصرية صفا واحدا مع حقوق اللاجئين بالالتجاء لأي دولة يصلونها؛ ويكون اعتمادهم في ذلك على معاهدة اللاجئين لعام 1951م، والتي تم توقيعها بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة هجرة مئات الآلاف من سائر أنحاء أوروبا.



وتُعَرف المعاهدة اللاجئ بأنه: الشخص الذي يريد اللجوء إلى بلد ما هربا من الاضطهاد، مع تمكينه من حق عدم إعادته إلى وطنه الأصلي، إلا في الظروف القصوى. وقد تم تعديل المعاهدة في 1967م، لتشمل اللاجئين في ومن جميع أنحاء العالم.



وحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن اللاجئ يستحق الكثير من الحقوق، الإضافية مثل الحماية القانونية من تهمة الدخول غير القانوني للدول المشتركة في المعاهدة، والحق في السكن، والعمل، والحصول على التعليم، والمساعدات العامة، والوصول إلى المحاكم، والحصول على وثائق الهوية والسفر، وغيرها من الخدمات، التي تُقدم للمواطنين من أهل البلد، التي التجأ إليها.



وهذا لم يتأت للاجئين بسهولة، فقد أبدع أهل الحضارات السابقة لتلك المعاهدة في تشريع الحلول المبتكرة للتعامل مع اللاجئين، بطرق لا إنسانية، وبتعامل منعدم الضمير، وبمنطق أعوج باعتبار أنهم أقل درجة في الإنسانية، فيتم تكديسهم في حفر وشبوك كما البهائم؛ ويعاملون بالترويع والضرب المبرح، والتجريح، بالأسلحة الفتاكة، ليكونوا عبرة للغير.



عصور ظلام تفتقت فيها عبقريات القائمين عليهم بصنع الحلول العنيفة الكفيلة بردع غيرهم، وللتخلص من وجودهم المنكر، ومن تكاليفهم، والاستفادة مما يمكن الاستفادة به منهم بحلول لها العجب:



1. اختيار النساء الجميلات، كقيان وجوار، يتم بيعهن لأي مقتدر، يمتلك المال اللازم لشراء ملكات اليمين.



2. انتقاء الرجال الأقوياء الأصحاء، عبيدا يستخدمون في السخرة، أو يقومون بالأعمال العسيرة العنيفة، كالقتال والبناء، وحرث الأرض، وحفر الآبار، وتشييد السدود.



3. التخلص من المعتلين جسديا وصحيا منهم، إما بذبحهم بشكل جماعي، أو برميهم في البحر، أو تشريدهم في الصحاري المهلكة دون ماء أو زاد، لضمان عدم عودتهم.



4. كما أبدعت بعض الحضارات القديمة في إطلاق سراحهم في البرية ليكونوا صيدا للأثرياء، أو بالاحتفال بهم للهو والمتعة بالمراهنة، وهم يتصارعون بينهم بوحشية، وكل منهم يعرف أن المسألة حياة بقتل المقابل، أو موت على يديه.



5. وفي بعض الحضارات كانت متعة الفرجة والمقامرة تزداد، فيتم حشرهم في ساحات مغلقة مع الوحوش الضارية، وعادة لا ينجو الأعزل من مخالب وأنياب السباع الجائعة المتوحشة.



6. وفي بعض الحضارات ترتفع شهوة الأحقاد، وتصل إلى حرق اللاجئين، أمام الجموع، أو قتلهم جماعيا، للتأكد من عدم دخولهم للمجتمع الجديد، وعدم تلويث خصوصيته.



7. وفي حالات الرحمة القصوى، كانت بعض الحضارات القديمة، تحملهم مقيدين على الدواب، أو تربطهم بالسلاسل الثقيلة في صفوف متعاقبة، وتعيدهم تحت لسعات السياط والشموس للدولة، التي هربوا منها، في صفقات سياسية تجارية

يستفاد منها.





ولنا أن نحمد لله أن كل تلك الحلول لم تعد مطروحة عند الدول الغربية المتحضرة، ولو أن مرشح الرئاسة الأمريكية ترامب، يسعى لغير ذلك، ويتوق للتخلص من كل لاجئ، بطرق عصرية مبتكرة، تحاول بقسوتها القفز على مكتسبات العصر والإنسانية.



[email protected]