أمس لم أستطع النوم، راودني كثير من الأحلام، أشعر أن هناك كثيرا من الأصدقاء بانتظاري، الكثير لأتعلمه، الكثير لأتذكره، مشاعري مختلطة، والارتباك يستحوذ على تفكيري. ها قد أشرقت الشمس، إنه اليوم الموعود، كانت أمي تغني لي بينما تسرح شعري، تمسكني من يدي، تسمعني وصايا لم أفهم أغلبها.
ولكني مطيعة وهادئة، لا أعرف المجادلة لذا اتخذت من الضحكة بابا للهروب. عندما وصلنا إلى المدرسة شعرت أن كوني يضيق، كنت خائفة ولم تفلت يدي رداء أمي، صدري كان يعلو ويهبط بطريقة واضحة مما دفع أمي لاحتضاني.
عندها وعندها فقط بدأت الأمور تتضح لي، الكثير من الأصدقاء، الشرائط الوردية، الحلويات، صوت الابتسامات يملأ المكان، كان استقبال المدرسة لنا نحن طالبات الصف الأول حنونا وجميلا.
ما زلت أذكر كيف التمت حولي المعلمات، يقبلنني، يخففن من ارتباكي، كانت الرهبة تزول مني شيئا فشيئا، لم يمنعني خجلي من الاشتراك في إحدى المسابقات، بل والفوز بأول جائزة مدرسية لي، فيل أزرق صغير استمر في تذكيري كم أنا محظوظة.
راودتني هذه الذكرى وأنا أصطحب ابنتي ليومها الأول في المدرسة، يومي الأول صنع مني فتاة صغيرة تحب البيئة التعليمية، تسعى للاستيقاظ مبكرا في كل يوم. واليوم أنا أخصائية في المجال الذي أحب، وهذا ما أتمناه لطفلتي؛ أن تختار في حياتها ما تحبه ويبهجها.