التعامل مع الإعلام الغربي.. الأمير نايف أنموذجا

الاحد - 18 سبتمبر 2016

Sun - 18 Sep 2016

في الغرب وأوروبا للرأي العام أهمية عظمى للتمهيد لشحنه وتوجيه عقليته يمينا أو يسارا تجاه نظرته لأي شيء، وهذا يفسر ما يعرف بالحملات الإعلامية الانتخابية للمرشحين، أو تلك التي تسبق أي قرار تتخذه أي دولة بشأن أي أمر من الأمور.



فتمهيدا لأي خطوة يتم شحن المجتمع الغربي فترة من الزمن بمواد في الإعلام لتجعله متقبلا بل ومساهما داعما لأي قرار.



عن تجنيات الإعلام الغربي على وطني أتحدث، فنحن حقيقة أمام حملات متفرقة هنا وهناك علينا تهدف للإساءة إلى سمعتنا بغير وجه حق بغية تشويه صورتنا، والله وحده يعلم القصد من ذلك حمانا الله من تربص المتربصين.



ما يهمني أن أشير إليه أننا نسهل مهمة تلك المؤسسات الإعلامية التي تسيء لنا هنا وهناك عندما نتجاهل إساءاتهم فيتمادون في الأمر أكثر.



نحن نخدم توجهات المسيء ونساعده في تحقيق أهدافه عندما نلتزم الصمت، وهذا فعل لا يخدمنا البتة.



فبالتعامل مع تلك الإساءات ومقاضاة أصحابها ومطالبتهم بالتعويضات والاعتذار في ذات الوسائل الإعلامية التي أساؤوا فيها إنصاف للوطن، بل إنه من أوجب الواجبات الدبلوماسية.



أتذكر هنا قصة للأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة الله عليه حينما افترت عليه صحيفة الإندبندنت الإنجليزية ووثقت إساءاتها بوثائق مزورة، بادر على الفور بمقاضاتها وتوكيل المحامين للترافع ضدها، حتى وضعها في مواجهة مع أكاذيبها وتجنياتها، فدفعت الصحيفة تعويضا وأوردت خبر اعتذار عن فبركتها وتزويرها. ولمن أراد الاستزادة من الأمر فقد نشرت هذا الخبر صحف سعودية عدة مشيدة بتصرف الأمير نايف.



مؤخرا قرأت إساءتين في صحيفتين مختلفتين أوروبيتين لوطني، وإني لأتساءل لماذا نسكت ونحن فعلا نملك من قوة الحقائق الدامغة ما نقتص به لوطننا من أولئك المتجنين؟



لا ينبغي الاستهانة فعلا بمثل هذه الحملات التشويهية لنا، فلدينا ما يكفي من الأدلة الواقعية ما نرد به محاولات الهمز واللمز تجاهنا، ولنا في الأمير نايف رحمه الله أنموذج.



ولا ينبغي أيضا أن نهون ونسكت على تلك الحملات، فلها ما يعقبها بعد أن يؤجج الرأي العام بصور مشوهة عنا زورا وبهتانا، وفي القدم قال الشاعر:

فإن النار بالعودين تذكى

وإن الحرب مبدؤها كلام